Site icon IMLebanon

المرأة تشغل 21 % من القطاع الهندسي: نجاح تدريجيّ وعقبات لا بدّ منها

BusinessWomen2
باسكال صوما
على الرغم من كون نسبة النساء العاملات في لبنان اقل من نسبة الرجال العاملين، الا ان 26 في المئة منهنّ يتولين مهناً ضمن فئة الاختصاصيين (كالاطباء والمعلمين والمهندسين)، مقابل 8 في المئة فقط من الرجال العاملين. وتشغل النساء 21 في المئة من مجموع المهندسين المنتسبين الى نقابة بيروت (بحسب إحصاءات إدارة الإحصاء المركزي للعام 2009)، و27 في المئة من مجموع المهندسين في طرابلس.
وإن كانت النسبتين أقل من المطلوب، إلا أنّ المهندسات اللبنانيات يثبتن يوماً بعد يوم، أنّ المرأة قادرة على تحقيق النجاح والوصول الى مراكز مرموقة اقتصادياً واجتماعياً، وربما التفوق على الرجل في بعض المجالات.
مهارات
تبتسم المهندسة ليلى عواد لدى سؤالها عن نجاحها في عملها، وتقول لـ «السفير»: «المرأة تمتلك مهارات مميزة وتدير عملها بشكلٍ دقيق. كذلك تستطيع ان تتعامل مع المشكلات والعقبات التي تواجهها بشكلٍ سلس، على خلاف الرجل الذي قد يفقد أعصابه في لحظة واحدة». وتشير الى أنها «تعمل في مجال الديكور منذ أكثر من 20 عاماً»، لافتةً الانتباه الى أن «مهندسين رجالا كثرا كانوا يحسدونها على عروض العمل الكثيرة التي كانت تأتيها إلى الخارج نظراً الى خبرتها وبراعتها».
وترى نبيلة (مهندسة زراعية) أنّ «المرأة كائن صبور جداً، وهذا الامر ينعكس ايجاباً في عملها وحياتها اليومية إذ بإمكانها أن تتحمّل في بعض الاحيان ما لا يستطيع الرجل أن يطيقه». وتضيف: «كثيراً ما أسمع أنّ التعامل مع المرأة أسهل من الرجل، لكنني لا أظنّ أن المسألة تتعلق بالمنافسة أو السباق، إنما يستطيع كلّ واحدٍ أن يثبت نفسه وقدراته، ويمارس عمله بطريقته الخاصة، إن كان رجلاً أو امرأة».
عقبات…
لا تخفي المهندسات اللواتي التقتهنّ «السفير» أن عملهنّ يترافق مع صعوبات متنوّعة، أبرزها اضطرارهنّ للتوفيق بين العمل والمنزل وتربية الأولاد. وتقول سمية (مهندسة معمارية) أنّ «عملها الذي كان على مدى سنوات بين لبنان والخارج، أخّر زواجها، لأنها لم تكن قادرة على الاستقرار قبل أن تحقق ذاتها». وتشير إلى أنّها «بعدما تزوّجت في سنّ الـ35، اضطرت الى ترك عملها سنتين حين أنجبت طفلها الاول، إذ كان من المستحيل أن تستمرّ في عملها بشكلٍ طبيعي في هذه الفترة». ثمّ تضيف: «لكنني عدت الى العمل الآن، لأنني لم أحقق كل طموحي بعد، ولدي أحلام كثيرة تنتظرني».
لا تخفي جاندارك (مهندسة اتصالات) أنّ «عملها في أكثر من شركة في لبنان والخارج أثبت لها انّ المرأة باتت منافساً شرساً للرجل، وبالتالي هو حقاً يخشى أن تصل الى مراكز مرموقة وتستلم زمام الادارة، لأنها حتماً ستتفوّق عليه». وتلفت الانتباه الى أن «العقلية الذكورية التي تهمّش المرأة قد بدأت بالانحسار قليلاً في السنوات الاخيرة، لأنّ المرأة أثبتت جدارتها، وحقها في الحصول على راتب مماثل للرجل وأكثر في بعض الاحيان، إضافةً الى تبوء مراكز مهمّة».
عقبةٌ من نوعٍ آخر، تهدد مهنة الهندسة لا سيما المهندسات، إذ تخرّج الجامعات في لبنان أعدادا كبيرة من المهندسين في كل الاختصاصات وخصوصا في هندسة الكومبيوتر، كل سنة، وبالتالي يكون نصيب أعداد كبيرة من المهندسين والمهندسات البطالة وانتظار الفرج. فالترخيص لعدد كبير من الجامعات أدى الى تخريج مهندسين بأعداد هائلة، اذ وصل عددهم الى ما يناهز الـ 55 ألفا: 44 ألفا في بيروت و11 ألفا في الشمال، بما يعني أن هناك مهندسا لكل 100 مواطن لبناني، علماً أن الاغلبية من المتخرّجين هم من فئة الذكور. فمن تاريخ 31-3-2014 حتى الآن، انضم الى النقابة نحو 1200 مهندس.
النساء العاملات 23%
في سياقٍ آخر، بلغ معدل النشاط الاقتصادي 48 في المئة في العام 2009، نسبة الى السكان بين 15 سنة وما فوق (وفق احصائيات ادارة الاحصاء المركزي). وبتعبير آخر، فإن نصف السكان تقريباً يعملون أو مستعدون للعمل. وقد تبين ان غالبية الرجال هم ناشطون اقتصادياً (73 في المئة)، بينما نسبة أقل بكثير من النساء هنّ ناشطات اقتصادياً. إلا أن معدّل النشاط الاقتصادي لدى النساء قد سجّل ارتفاعاً طفيفاً اذ بلغ 23 في المئة في العام 2009، مقابل 21 في المئة في العام 2007.