لا يزال الاعتداء الاسرائيلي الذي استهدف موكباً لـ”حزب الله” في منطقة القنيطرة السورية الأحد الماضي يتحكم بالأسواق المالية اللبنانية تحسباً لارتداداته على الوضع في البلاد وعلى مناخ الأعمال فيها. وفي انتظار ما ستتمخض عنه الأيام المقبلة من تطورات في هذا المجال، يخشى وقعها على الاستقرار الهشّ السائد في البلاد، آثر المتعاملون في بورصة بيروت أمس أيضاً التزام جانب الحيطة والحذر في مقاربتهم الصكوك المالية المدرجة على لوائحها، فاتسعت كثيراً الفوارق بين العروض والطلبات التي تناولتها على نحو تعذر معه التقاؤها الى ما قبيل الظهر إلا على أسهم “سوليدير” التي تقلبت أسعارها بين 11,10 و10,95 دولارات الى أن أقفلت الفئة “أ” منها بـ11,01 دولار في مقابل 11,09 أول من أمس والفئة “ب” بـ11,09 دولاراً في مقابل 10,99 في قطاع إعادة الإعمار والتطوير العقاري. وأعقب ذلك صفقة خاصة كبيرة نسبياً تناولت تبادل 100000 سهم عادي من “بنك بيبلوس” دفعة واحدة بسعر 1,63 ولار خارج قاعدة العرض والطلب (دونما تغيير)، فيما ارتفعت أسعار أسهمه التفضيلية – 2008 قليلاً من 102,00 دلوارين الى 102,10 في قطاع المصارف.
وتبعا لذلك، أقفل مؤشر “بلوم بنك” للأسهم اللبنانية بتراجع طفيف نسبته 0,01 في المئة على 1171,61 نقطة، في سوق هادئة على حذر تبودل فيها 134493 صكاً قيمتها 552115 دولاراً، في مقابل تداول 27142 صكاً قيمتها 307873 دولاراً أول من أمس.
إطلاق خطة التحفيز الأوروبية أضعف الأورو ودعم البورصات
في الخارج، كان الحدث الأبرز الذي طبع تطور أسواق المال العالمية القرار الذي اتخذه المصرف المركزي الأوروبي أمس باطلاق خطته للتحفيز الكمي للاقتصاد في منطقته بضخ مزيد من السيولة داخل القنوات المالية بما مقداره 60 مليار أورو شهرياً لشراء سندات سيادية لهذه الغاية عائدة الى دول في منطقته وذلك اعتباراً من آذار المقبل ولغاية نهاية أيلول 2016. وتشمل هذه الخطة دولاً تنفّذ برامج إنقاذ مثل اليونان ولكن مع بعض المعايير الإضافية الخاصة بها على أمل أن يفضي ذلك الى رفع معدل التضخم في منطقته الذي وصل الى ناقص 0,2 في المئة ليرتفع تدريجاً الى المعدل المستهدف البالغ 2,00 في المئة لاخراج الاقتصاد من انكماش الاسعار (DEFLATION) المسيء كثيراً الى النمو. وما أن تلقت الأسواق هذا القرار، الى ابقاء معدل الفائدة الأساس في منطقته على 0,05 في المئة، حتى نشط الاقبال على العملات الأخرى استباقاً لاتساع المعروض من الأورو الذي سرعان ما كسر نزولاً في التداول عتبة الـ1,14 دولار، وخصوصاً بعدما تبيّن أن عدد طالبي إعانات البطالة في الولايات المتحدة تراجع 10 آلاف الى 307 آلاف الاسبوع الماضي في إشارة الى تمكن الاقتصاد فيها من استحداث مزيد من الوظائف مما جعل الاورو يقفل في نيوروك بـ1,1340 دولار في مقابل 1,16 أول من أمس، في تطور دفع أونصة الذهب صعوداً الى 1303,25 دولارات في مقابل 1293,00 في الفترة عينها.
واندفعت الأسهم الأوروبية صعوداً أمس مسجلة أعلى مستوى لها في سبع سنوات بعد إعلان المركزي الأوروبي خطته التحفيزية للاقتصاد في منطقته تفادياً للأنكماش، فأقفلت البورصات الرئيسية فيها بارتفاع جديد راوح بين 2,44 في المئة في ميلانو و1,02 في المئة في بروكسيل. وحذت أسواق الأسهم الأميركية حذو الأوروبية للاعتبارات عينها في شأن التحفيز الكمي الذي اطلقه المركزي الأوروبي، الى أرقام البطالة الاسبوعية في الولايات المتحدة، فأقفل مؤشرا داو جونز الصناعي وناسداك بارتفاع 259,70 نقطة على 17813,98 نقطة و82,98 نقطة على 4750,40 نقطة توالياً.