نعت المملكة العربية السعودية الجمعة، في بيان للديوان الملكي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي توفيَ فجر الجمعة. وفي بيان ثان للديوان الملكي، أعلن عن مبايعة وليّ العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز ملكاً للملكة وخادماً للحرمين الشريفين، والأمير مقرن بن عبد العزيز ولياً للعهد.
وفور شيوع نبأ وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قطع زيارته إلى سويسرا والتوجه الى المملكة على رأس وفد رفيع، وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحداد 3 أيام، فيما أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما بالراحل «الأمين والشجاع» في الدفاع عن قناعاته.
وكان الملك عبدالله قد تولّى مقاليد الحكم في الأول من آب من عام 2005، وفي أواخر كانون الاول الماضي أدخل مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الرياض أثر عارض صحي ألمَّ به، قبل أن توافيه المنيّة فجر اليوم.
وأصدر الديوان الملكي بيانين فجر اليوم، نعى في الأول وليّ العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، وفي الثاني أعلن تلقي الأمير سلمان بن عبد العزيز البيعة، وفيما يلي بيانا النعي والبيعة:
بيان من الديوان الملكي
«ببالغ الأسى والحزن ينعى صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وكافة أفراد الأسرة والأمة، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حيث وافته المنيّة في تمام الساعة الواحدة من صباح هذا اليوم الجمعة الموافق 3/4 /1436هـ . إنا لله وإنا إليه راجعون.
تغمّد الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بواسع رحمته وغفرانه وأسكنه فسيح جناته، وعزاؤنا تمسّك هذه الأمة بدينها القويم، فجزاه الله عن الإسلام وعن هذه الأمة وعن المسلمين كافة خير الجزاء.
وقد تقرّر الصلاة على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – بعد صلاة عصر هذا اليوم الجمعة في جامع الإمام تركي بن عبدالله في مدينة الرياض. ولله الأمر من قبل ومن بعد».
كما صدر عن الديوان الملكي البيان التالي :
«تلقى صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود البيعة ملكاً على البلاد وفق النظام الأساسي للحكم. وبعد إتمام البيعة، وبناءً على البند (ثانياً) من الأمر الملكي رقم أ/86 وتاريخ 26/5/1435هـ، الذي نصّ على أن يبايع صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولياً للعهد في حال خلوّ ولاية العهد، دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية – يحفظه الله – لمبايعة صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد، وقد تلقى سموه البيعة على ذلك. وستبدأ البيعة من المواطنين لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولسمو وليّ عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز – يحفظهما الله – بقصر الحكم في الرياض بعد صلاة عشاء هذا اليوم الجمعة 3/4/1436هـ بمشيئة الله تعالى».
وكانت السعودية قد شهدت منذ مبايعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العديد من المنجزات التنموية العملاقة على امتداد مساحتها الشاسعة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة تشكل في مجملها إنجازات تميّزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته مما يضعها في رقم جديد في خارطة دول العالم المتقدمة فقد تجاوزت في مجال التنمية السقف المعتمد لإنجاز العديد من الأهداف التنموية التي حدّدها «إعلان الألفية« للأمم المتحدة سنة 2000، كما أنها على طريق تحقيق عدد آخر منها قبل المواعيد المقترحة.
وبأمر من الملك، تضاعف أعداد جامعات المملكة من ثماني جامعات إلى أكثر من عشرين جامعة وافتتاح الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات. وإنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والعديد من المدن الاقتصادية منها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل ومدينة جازان الاقتصادية ومدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنوّرة إلى جانب مركز الملك عبدالله المالي بمدينة الرياض. وخطّت مسيرة التعليم خطوات متسارعة إلى الأمام حيث وجهت المملكة نسبة كبيرة من عائداتها لتطوير الخدمات ومنها تطوير قطاع التعليم ولم تقف معطيات قائد هذه البلاد عندما تم تحقيقه من منجزات تعليمية شاملة فهو يواصل مسيرة التنمية والتخطيط لها في عمل دائب يتلمس من خلاله كل ما يوفر المزيد من الخير والازدهار لهذا البلد وأبنائه .
وتعيش المملكة حالياً نهضة تعليمية شاملة ومباركة توجت بإحدى وعشرين جامعة حكومية وأربع جامعات أهلية تضم 19 كلية جامعية أهلية موزعة على جغرافيا لتغطى احتياجات المملكة بلغ عدد طلبتها 701,681 وبلغ عدد أعضاء هيئة التدريس في هذه الجامعات 30,246 أستاذا للعام الدراسي 1428/1429 هـ، اضافة الى 32 ألف مدرسة للبنين والبنات ارتفع أجمالي عدد طلبتها إلى أكثر من 5 ملايين طالب وطالبة يتلقون تعليمهم في أكثر من 32 ألف مدرسة ويقوم على تعليمهم أكثر من 426 ألف معلم ومعلمة. وإنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين تم إنشاء العديد من المعاهد والمراكز في بعض الجامعات لأبحاث التقنيات متناهية الصغر (النانو).
وفي ردود الفعل، عبر الرئيس الاميركي باراك اوباما عن تعازيه، مشيداً بدور الملك الراحل في توثيق الروابط بين الولايات المتحدة والسعودية.
وقال اوباما في بيان «كزعيم كان دائماً أميناً ولديه الشجاعة في قناعاته… إحدى تلك القناعات كان إيمانه الراسخ والحماسي بأهمية العلاقة الاميركية – السعودية كعامل للاستقرار والامن في الشرق الاوسط وما وراء«. واضاف قائلا: «حميمية وقوة الشراكة بين بلدينا هي جزء من إرث الملك عبد الله«.
واشاد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالراحل «رجل دولة ميز العمل الذي قام تاريخ بلاده بشكل كبير». وجاء في بيان للقصر الرئاسي الفرنسي ان فرنسوا هولاند «اشاد بذكرى رجل دولة ميز العمل الذي قام به تاريخ بلاده بشكل كبير والذي ستبقى رؤيته لسلام عادل ودائم في الشرق الاوسط الحدث واكثر من اي وقت مضى».
واضاف البيان ان «رئيس الدولة يقدم تعازيه الحارة للشعب السعودي ويعرب عن تمسكه بالصداقة بين فرنسا والمملكة العربية السعودية التي عمل من أجلها الملك عبدالله بن عبد العزيز طيلة فترة حكمه».
ونعت مصر «رئاسة وشعب المملكة العربية السعودية فى وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله»، وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي قطع زيارته الى سويسرا والتوجه على رأس وفد رفيع الى السعودية.
كما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحداد 3 أيام في الأراضي الفلسطينية، على وفاة خادم الحرمين الشريفين.
كما نعى الأزهر الشريف الملك عبدالله واستذكر وقوفه الى جانب مصر.
ونعى الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وتقدم العربي للأسرة المالكة والشعب السعودي بخالص العزاء.