سامر الحسيني
تتسارع الخطوات العملانية لإنجاز محطة توليد الطاقة الكهربائية في إطار مشروع الانتاج الذي تنفذه شركة كهرباء زحلة بإشراف العشرات من المهندسين والفنيين اللبنانيين والبريطانيين الذين يعملون لوضع اللمسات الاخيرة قبل وضع مشروع الإنتاج الذي يؤمن التيار الكهربائي قيد العمل بالكامل وبطاقة إنتاجية تصل الى حدود 60 ميغاوات.
على مسافة أيام معدودة وفي ظل استمرار الانقطاع العشوائي المستمر في التيار الكهربائي، يستعد اكثر من 200 الف بقاعي ضمن امتياز شركة كهرباء زحلة الى طي صفحة العتمة والظلمة واستبدالها بالانارة بمعدل 24 /24 ساعة في اليوم الواحد. ويشكون عبر «السفير» من ان «الانخفاض في فاتورة الكهرباء اقتصر على بضعة آلاف معدودة وان أغلبهم دفع فاتورة اشتراكه كما كانت عليه قبل انخفاض أسعار المازوت، فيما بقيت قيمة فاتورة الاشتراك بالمولد الخاص بقوة 5 امبير تتراوح ما بين 150 الف و200 الف ليرة، في رفض جديد من قبل أصحاب المولدات لتسعيرات وزارة الطاقة، على الرغم من تقدم العديد من الزحليين بشكاوى الى مصلحة حماية المستهلك».
اعتصام أصحاب المولدات
وصول مشروع الانتاج الى خطواته الاخيرة، دفع عددا من اصحاب المولدات الى الاعتصام على اوتوستراد زحلة مهددين بإحراق معمل الانتاج وعدم السماح بالانارة والانتاج على حساب مولداتهم، علما ان معمل الانتاج قد اكتملت هيكليته الفنية بالكامل، اذ لم يعد يحول دون المباشرة بالانتاج وتوزيع التيار سوى أيام وفق ما أكد مصدر في شركة كهرباء زحلة الذي أعلن لـ «السفير» ان «الحلم تحقق والمعمل أنجز في إطار مواصفات عالمية ومعايير بيئية وصحية وان العتمة انتهت وحل مكانها النور الذي يستحقه مشتركو كهرباء زحلة الذين لم يتأخروا يوما عن دفع مستحقاتهم المالية، والاهم ان المعمل وفق كل الدراسات الفنية والبيئية يستوفي كل الشروط المطلوبة بيئيا وصحيا على عكس الواقع الحالي للمولدات الخاصة التي تنتشر بين المنازل مع قساطل دخان يصل مباشرة الى غرف الاهالي».
تجمع المخاتير
مقابل احتجاج عدد من أصحاب المولدات، تداعى «تجمع مخاتير قضاء زحلة»، وهو من المؤيدين لمشروع الانتاج، الى اجتماع عقد في سرايا زحلة وصف فيه المخاتير «تحرك أصحاب المولدات الرافض للنور والكهرباء مع الإبقاء على الظلمة والاحتكار بالتصرف الوقح وغير الطبيعي»، مطالبين «بمكافحة هذه الظاهرة التي أمعنت في سرقة أموال أهالي قضاء زحلة دون حسيب ولا رقيب ودون أي رادع».
وأشار الناطق الاعلامي باسم التجمع المختار حسن دلول الى ان «تهديد اصحاب المولدات بإحراق الآليات وتجهيزات المعمل المزمع إنشاؤه، هو بمثابة إخبار الى النيابة العامة والى كل الاجهزة الامنية التي عليها اليوم ان تقوم بواجباتها في حماية الممتلكات ومصالح الناس وإلا فسنضطر كمؤيدين لهذا المشروع للتحرك المضاد وحمايته بأجسادنا».
وأعلن دلول ان «مخاتير قضاء زحلة يستقبلون يومياً مئات الشكاوى من مواطنيهم الذين يعانون من تعرضهم لابتزاز أصحاب المولدات وأسعارهم التي لم تنخفض على الرغم من الانهيار الكبير في أسعار المازوت، ولذلك نحن كهيئات منتخبة نناشد الاسراع في تنفيذ مشروع الانتاج المقدم من قبل شركة كهرباء زحلة الذي يراعي المصلحة الاقتصادية لأكثر من 54 الف مشترك ضمن امتياز كهرباء زحلة، ما يؤمن مصلحة أكثر من مئتي الف بقاعي ينتظر هذا الحلم للتخلص من كابوس المولدات».
في السياق نفسه، ناشد رئيس جمعية تجار زحلة ايلي شلهوب كل المعنيين في القطاع الكهربائي في لبنان بالتدخل لوقف ما أسماه «مهزلة مافيا المولدات» التي استفحلت مؤخراً وازدادت وقاحة مع قيامها بتظاهرة من أجل عرقلة عجلة مشروع الانتاج الذي تنفذه كهرباء زحلة.
وأوضح شلهوب ان «التجار والقطاعات الاقتصادية كانت بصدد رفع شكوى الى وزارتي الاقتصاد والداخلية للجم احتكار وابتزاز أصحاب المولدات الذين لم يبادروا الى تخفيض أسعار بدلاتهم المالية التي تراوحت هذا الشهر ايضاً ما بين 150 الى 200 الف بدل خمسة امبير مع الإبقاء على تسعيرة 900 ليرة كسعر مبيع للكيلواط».
