Site icon IMLebanon

مصادر بريطانية: “حزب الله” لن يغامر بتدمير مجتمعه الشيعي

hezbollah

تحولت قرى وبلدات ومدن ومستوطنات الجيل قرب حدود لبنان الجنوبية منذ ما يقارب الأسبوع خلايا نحل عسكرية وأمنية وسكانية تعمل لحمايتها من أي هجوم لـ”حزب الله” اللبناني على تلك المناطق، ليس بالصواريخ هذه المرة خشية إشعال حرب شاملة، وإنما عبر عملية نوعية مثل اختراق إحدى مستوطنات الجيل أو أحد المواقع العسكرية المهمة فيه لأخذ رهائن أو أسرى، أو إرسال خلية مقاتلة من الكوماندوس لاغتيال احد القادة العسكريين الاسرائيليين الكبار، انتقاماً للجنرال الايراني مساعد قائد “فيلق القدس” محمد علي الله دادي، في محاولة من حسن نصر الله لإرضاء قيادة الولي الفقيه في طهران، حسب مصدر دفاعي بريطاني لـ”السياسة” يتوقع ألا يكون أي رد انتقامي ايراني بحجم خسائر الضربة الجوية الاسرائيلية في مرتفعات الجولان.

ونقلت أوساط ديبلوماسية أوروبية عن أحد مسؤولي محطة “الموساد” الاسرائيلي الاضخم في القارة الاوروبية في بروكسل عدم استبعاده قيام سلاح الجو العبري بفتح أبواب الحرب الدولية مبكراً على إيران، في حال وقوع أي هجوم من “حزب الله” داخل الأراضي الاسرائيلية، بحيث تشن طائرات هذا السلاح هجوماً مدمراً على أحد المفاعلات النووية في العمق الايراني.

وأكد مسؤولو “الموساد” أن حكومة بنيامين نتانياهو وقيادة القوات المسلحة أطلقتا أيدي الاستخبارات الداخلية “شين بت” والخارجية “الموساد” والعسكرية “أمان” بشكل مطلق لم يحدث من قبل داخل لبنان، وأيضاً في مرتفعات الجولان، “زيادة في الاستكشاف والمراقبة أكثر مما كان الوضع عليه عندما أبلغ أحد عملاء اسرائيل داخل الحزب في الجولان عن وجود الجنرال الايراني ونجل عماد مغنية وخلية من كوماندوس “حزب الله” ما أدى الى تدميرهم وقتلهم”.

وقال المصدر الدفاعي البريطاني في لندن لـ”السياسة” إن لبنان “لن يكون قادراً هذه المرة بأي حال من الاحوال على استعادة عافيته بعد حرب إسرائيلية جديدة تجعل نصف مساحته أرضاً محروقة والنصف الآخر أرضاً مدمرة، إذ ان الاسرائيليين مستعدون لاستخدام أقصى ما يمتلكون من تكنولوجيا عسكرية حديثة، وبالأخص قنابل الطائرات وصواريخها ذات الفاعليات التدميرية الأعنف التي تسلموها من الولايات المتحدة وبعض دول حلف شمال الاطلسي منذ منتصف العام الماضي، وتستخدم في الحرب على إرهاب “داعش” في العراق وسورية”.

 وقال المصدر “إن المعضلة الكبرى في أي حرب اسرائيلية جديدة على لبنان هي مصير ما بين 700 و800 ألف مواطن مدني شيعي في جنوب لبنان وبقاعه، الذين ستدمر هذه المرة مدنهم وقراهم وبلداتهم بصورة لم يسبق حصولها في كل الحروب السابقة، والذين لن يجدوا هذه المرة من يلجأون إليه لا في الداخل ولا في سورية كما في حرب 2006 ما يشكل كارثة إضافية على الدولة والشعب اللبنانيين الواقعين حاليا تحت رحى مليون و800 ألف لاجئ سوري ونحو 500 ألف لاجئ فلسطيني”.

وتوقع المصدر “ألا يكون تأثير نحو خمسين ألف صاروخ لـ”حزب الله” كبيراً على اسرائيل، حسبما يصور حسن نصر الله، لأسباب عدة أولها ان 70 في المئة من تلك الصواريخ غير دقيقة في تدمير الاهداف كما أثبتت الحروب السابقة، وثانيها ان سلاح الجو الاسرائيلي وصواريخ ارض – ارض والقباب الحديد الرادعة ستكون سريعة الحسم شديدة التدمير، ما سيمنع مطلقي تلك الصواريخ من إطلاقها بدقة وسهولة، خصوصاً أن 60 في المئة من مواقعهم موضوعة في بنك أهداف اسرائيل منذ مطلع العام الأسبق”.