حسام الحسن
عام تلو عام ومدينة طرابلس ومعها الشمال ينتظرون الفرج وينتظر التجار فيهم الفرج ووضع أمني مستقر حتى يعوّضوا ما خسروه في السنين الخمس الماضية التي تُعدّ من أصعب السنين على تجار الشمال، أكثر من عشرين جولة من العنف واشتباكات مع الجيش وتعدّيات ومحاولات لإقامة إمارة وغير ذلك.. وتبقى طرابلس على أمل أن يعود الأمن الى ربوعها رغم كل شيء وتزدهر الحركة التجارية في أسواقها.
سنة خلت ودخلنا في عام جديد ولا شيء تغيّر والكل يرنو الى مستقبل واعد وآمن واستقرار وبالتحديد تجار الشمال الذين يُعدّون العصب الاقتصادي للمدينة وعبرهم يعيش عشرات الآلاف من العائلات عبر توفير فرص عمل لأربابها، وهم دائما مستبشرون خيرا في عام جديد. فلقد مرَّ العام الماضي في أجواء متلبدة وجولات عنف بين جبل محسن والتبانة في أوله وفي النصف الثاني وبعد دخول الخطة الأمنية حيّز التنفيذ وتنفّست المدينة الصعداء جرت اشتباكات بين الجيش ومجموعات مسلحة في الأسواق القديمة وفي التبانة ما أدى الى تزعزع الوضع من جديد، وكان تجار طرابلس أولى ضحاياه وصولا الى آخر شهر في السنة شهر الأعياد وكان شهرا مميّزا حيث احتفل الطرابلسيون بعيد الميلاد بشكل هادئ وراقٍ وكذلك مرّ ذكرى المولد النبوي بهدوء وسلام ودخل العام ببركة أهل الخير الذين يستبشرون خيرا في كل عام.
«اللــــواء» توقفت مع عدد من تجار المدينة في عملية تقييم لعام 2014، والذين تحدثوا عن عقبات واجهتهم في ظل الأحداث الأمنية التي أصابت المدينة، وأكدوا ان الاستقرار الأمني هو أساس لأي نمو في طرابلس ومشددين على ضرورة تفعيل مرافق المدينة الاقتصادية من مرفأ ومعرض وغيرها، وبالتالي العمل بجدٍّ من أجل إيقاف التدهور الاقتصادي الحاصل فيها.
الحلاب
{ رئيس مجلس إدارة مؤسسة الحلاب 1881 سامر الحلاب قال متحدثا عن تقييمه للعام الماضي 2014 أن الوضع الاقتصادي في الشمال وفي طرابلس أخذ منحى خطيرا بعد سنة 2009 حيث وصلنا إلى الذروة ثم بدأ الانحدار على كافة المستويات والأمنية والإعلامية حيث يتم تسليط الضوء فقط على الجانب السيئ في المدينة وهو لا يتجاوز الخمسة بالمئة بينما نتجاهل الإيجابيات التي تتميّز بها طرابلس عن غيرها.
وأضاف أن هذا الانحدار أدى إلى إفلاس العديد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بينما عملت بعض المؤسسات الكبيرة على تنظيم أمورها كما يقول المثل الشائع من لحم الحي والتي هي أيضا تواجه خطر الافلاس.
نحن اليوم نتطلع في مطلع عامنا الجديد إلى مستقبل جيد لطرابلس، ونؤكد من جديد بأن طرابلس مدينة العيش الواحد وهي لجميع أبنائها وهي مدينة تحتاج إلى تفعيل مرافقها الاقتصادية: المرفأ والمعرض، والإصرار على فرض الأمن لا سيما أن ألأمن هو أساس في النمو الاقتصادي ونقطة أساسية في أي نمو اقتصادي.
الحريري
{ رئيس جمعية تجار لبنان الشمالي أسعد الحريري قال: ان عام 2014 كان انجازا بحد ذاته أولا للتجار الذين صمدوا أمام العنف وجولات الاقتتال، ولا شك ان القوات المسلحة في لبنان وأولها الجيش اللبناني قامت بمهامٍ كبيرة وعملت على ضبط الأمن ورجّعت الى طرابلس استقرارها ومرَّ عيد الميلاد وذكرى المولد النبوي بخير واحتفلت المدينة بهما بشكل حضاري وجيد ودون أي مشاكل.
وأضاف: اليوم طرابلس على موعد مع حياة جديدة، وقد وعدنا الرئيس تمام سلام انه سيتم صرف المئة مليون دولار، وحسمت الدولة أمرها بإعادة طرابلس والشمال الى كنف الدولة وهذا يعطي مناخا مناسبا للاستثمار وكل الهيئات الاقتصادية تنتظر الخير بعد معاناة كبيرة بسبب الأوضاع الأمنية المتردية خلال الأعوام الماضية.
وتابع: لا يعقل أن تبقى طرابلس والشمال بدون خطة استراتيجية للنهوض باقتصادهما حتى ندعم التجار الذي يضحون للبقاء في بلادهم ويؤمّنون فرص للشباب كما العسكر في الجيش والقوى الأمنية الذين يضحون في سبيل النهوض بالبلد نحو الأفضل والحفاظ على مستقبل البلد بينما الدولة غائبة عن تفعيل المرافئ الاقتصادية في البلد.
الحسامي
{ أمين سر جمعية تجار طرابلس غسان الحسامي تحدث قائلا: يأتي هذا العام بعد سلسلة من التراكمات والجولات الأمنية التي عنّفت وأصابت المدينة باقتصادها وكل مكوّناتها الاقتصادية وغير الاقتصادية وتراكمت علينا المشاكل، وعام 2014 شهد جولتين من العنف ومن بعد ذلك جاءت الخطة الأمنية التي كانت عرجاء بداية وتلاها تشويش بعض أهالي قادة المحاور عبر تحركاتهم والذين قطعوا أوصال المدينة وتزامن ذلك مع الاسبوع الأخير من شهر رمضان والأعياد التي يعوّل عليهم التجار ومن بعد ذلك جاءت الجولة الأخيرة في الأسواق الداخلية وسوق العريض والتبانة والاشتباكات مع الجيش التي تراكمت أضرارا بالغة جدا خلفت أضرارا بالممتلكات وأصابت مناطق كانت بمعزل عن جولات الاقتتال وأكدت هذه الأحداث بان طرابلس ليست بيئة حاضنة للارهاب والتطرف والخروج عن الدولة والقانون حيث لم يصمد المسلحون أكثر من 24 ساعة.
وأضاف: من المحزن ان ما جرى أحدث مشاكل كبيرة لدى التجار الذين استنزفوا بكل ما للكلمة من معنى وكل المشاكل التي حصلت في المدينة أول ما استهدفت الروزنامة الاقتصادية للمدينة التي تسبق كل المواسم، وكل ما يعوّل عليه التجار أصيب بالصميم، دخلنا عام 2014 مرهقين وحتى الآن الوضع لا يزال سيئا ونحن في حالة انهيار وانحدار متتالي وحتى اليوم لا انفراجات اقتصادية في المدينة بالمستوى المطلوب.
وختم الحسامي قائلا: السبيل الى الحل يبدأ بالإعلام المرئي الذي يجب أن يتوقف عن نشر السلبيات وعليه أن يعيد الوجه الحقيقي في طرابلس والعمل على نشر الإيجابيات في مدينة تعد رمز العيش المشترك، ونثمّن زيارة الرئيس ميشال سليمان الى طرابلس وعلى الوزارات المعنية أن تحصن الخطة الأمنية بخطة انمائية تنعش المدينة في وقت لطالما نطالب فيه تفعيل مرافق طرابلس الاقتصادية واليوم على الدولة ان تعمل على رفع الغبن عن المدينة التي يجب أن تتفاعل مع محيطها.
الأمين
{ من جهته محمد الأمين قال: الوضع الاقتصادي في لبنان عامة في تراجع دائم وخاصة في طرابلس والشمال والأسباب هو سوء الوضع الأمني والسياسي وطرابلس باستهداف دائم وكان هناك محاولة لعزلها اقتصاديا وأمنيا، ومنذ سنوات كلما انتعشت طرابلس يخلق للمدينة أزمة جديدة كأحداث الضنية وأحداث التبانة وجبل محسن في ظل غياب تام للدولة عن الاهتمام بالمدينة التي تغيب عن الخارطة السياحية.
وأضاف: ان اي اقتصاد يحتاج الى مرافق اقتصادية تنعش البلد والى مرافق اقتصادية فاعلة وأبرز هذه المرافق مرفأ طرابلس ومعرضها ومطار القليعات.
وتابع: الإعلام يجب أن يسلط الضوء على الايجابيات حتى في حملة الوزير وائل أبو فاعور ظلمت المدينة وخاصة بالطريقة التي تم إعلان فيها أسماء المنتوجات غير المطابقة للشروط الصحية وهناك من يحاول التدمير وعلى الجميع أن يقوم بواجبه ويجب تسهيل تنفيذ الخطط التي وضعها تجار المدينة بالتعاون مع غرفة الصناعة والتجارة وإبعاد طرابلس عن الضوء الأسود افساحا بالمجال أمام النمو الاقتصادي وتسليط الضوء على الإيجابيات ومطلوب من المصارف أن تراعي الوضع وعلى الدولة أن تضع حلولا سريعة لوقف التدهور.
وختم الأمين: باختصار الوضع العام الماضي أسود اقتصاديا على لبنان كافة وطرابلس خاصة، الوضع سيئ يحتاج الى خطة طارئة حتى لا نصل الى درجة الانهيار الكامل.
حمزة
{ بدوره فاروق حمزة تحدث قائلا: عملت في استيراد النايلون الزراعي من رومانيا منذ السبعينيات وكنت وكيلا لأكبر الشركات المصنعة لهذا النايلون وحاول أناس كثيرون من لبنان أن يحصلوا على رخصة لإستيراد هذا النوع من النايلون، وكنت استورد الاسمنت وصناديق الخشب ونشطت الحركة التجارية منذ عام 1976 وصولا الى عام 1998 لما بدأ الدولار يلعب وعشت أصعب أيام الحرب اللبنانية وفي كل شهر كنت استورد باخرة من رومانيا.
وأضاف: منذ عام 2001 بدأت الحالة الاقتصادية في لبنان تتراجع والمزارع لم يعد مزارعا والتاجر لم يعد تاجرا والصناعي لم يعد صناعيا كل شيء تغيّر وحاليا تراجع الوضع التجاري بنسبة كبيرة في لبنان وخاصة في طرابلس وترك الوضع الأمني السيئ انعكاسا سلبيا على الوضع في طرابلس وكل جولة عنف واقتتال بين جبل محسن والتبانة تعطل الحركة التجارية شهرا كاملا والأعمال الحربية منعت أهل المناطق المجاورة في الضنية وزغرتا وبشري والكورة من النزول الى طرابلس وحتى اليوم بعد استتباب الوضع الأمني. العام الماضي 2014 في معظمه كان سيئا إلا ان تحسّنا طرا نسبيا بعد تطبيق الخطة الأمنية في المدينة واستتباب الأمن فيها، ولكن التجار في المدينة أصبحوا بوضع سيئ بسبب تراكم الديون، الأمر الذي يستدعي نظرة عملية للمصارف.
وختم حمزة قائلا: اتمنى اليوم على أصحاب المصارف التي كانت تموّل التاجر بفترة الرخاء أن تعيد حساباتها وأن تراعي وضعه في فترة الكساد وأن تعطيه حوافز منها تخفيض قسمة الفوائد وعليه أن تدعمه ماديا حتى يحسّن وضعه ويعيش بأمان ويسترد أمواله التي خسرها وعلى السلطات المعنية أن تصدر قوانين تحمي التجار وقبل كل شيء يجب الحفاظ على الوضع الأمني.