مع تزايد قوة “الدولة الاسلامية” في جرود القلمون، ترتفع نسبة الأخطار على الحدود اللبنانية الشرقية، ولم تعد خافية على أحد نيّة هذا التنظيم التوسع نحو أراض لبنانية حدودية، لكن هذا المخطط الارهابي يصطدم تكراراً بجدار الجيش اللبناني.
وقد شهدت رأس بعلبك محاولة جديدة من “داعش” لضرب الجيش في المنطقة، فعند الخامسة والنصف فجراً سمعت رشقات نارية متتالية. واستيقظ أهالي البلدة عند السابعة صباحاً في حالة رعب اذ اعتقدوا، أن بلدتهم تتعرض لاجتياح من الارهابيين. وكان الجيش يضرب المسلحين من مرابضه من البلدة. فيما الكنائس دقت اجراسها محذرة من الخطر، وسارعت مدرسة الراهبات الى ارسال رسائل نصية للاهالي كي لا يرسلوا اولادهم إلى المدرسة.
في ربع الساعة الاولى بعد بدء القصف سارع الاهالي الى السلاح معتقدين أن الاجتياح على الأبواب، ولكن ما ان خرجوا إلى الشارع وشاهدوا آليات الجيش اللبناني الذي كشف عن تصديه لعملية الهجوم، هدأت النفوس، وتحول الحال إلى ترقب وحذر وانتظار أي اشارة من الجيش لمساعدته. وكانوا للمرة الاولى يشعرون بالخطر، نسبة إلى قرب موقع الهجوم الذي لا يبعد سوى 5 إلى 6 كلم عن راس بعلبك.
ارتياح الاهالي لم يمنعهم من البقاء في جهوزية تامة، حيث جال شبان في سياراتهم وبأسلحتهم في ارجاء البلدة ومناطق بعيدة تحسباً لأي خرق. ويقول رئيس البلدية هشام العرجة لـ”النهار: “شبان البلدة في جهوزية تامة لمساعدة الجيش بما يريد”، مشدداً على أن “الارهابيين لا يميزون بين احزاب او طوائف وسيطاولون كل الناس، لهذا كل شبان البلدة من كل الطوائف والاحزاب مستعدون لمساعدة الجيش والدفاع عن بلدتنا”.
لن يترك أهالي رأس بعلبك بلدتهم، ويصفون أي امكان لاجتياحها بحال “كوباني” التي رفضت دخول “داعش” وضحى شبانها بأنفسهم كي تبقى حرة. يقول العرجة: “يبلغ عدد سكان رأس بعلبك نحو 7 آلاف نسمة، وفيها حالياً ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف، لأن قسماً كبيراً ينزح الى بيروت في الشتاء بسبب المدارس”. ولا يخفي خشيته من نية “داعش” دخول البلدة، ويقول: “سبق ان هاجموا الجيش الشهر الماضي، واليوم كرروا فعلتهم، يبدو انهم لن يتراجعون عن اهدافهم”.
“لسنا خائفين” يقول مختار البلدة كرم دروبي لـ”النهار”، ويضيف: “ليست المرة الاولى التي تُهاجم فيها اراضينا، وليس لنا أي اعداء، لكن هذه الفئات الارهابية تعتدي علينا ونقول لهم “اهلاً وسهلاً”. الجيش موجود وهناك قوة موجودة في راس بعلبك من الاهالي الذين يسهرون على حماية البلدة”، مشدداً على أن “الاهالي يريدون الجيش وفي الوقت نفسه يعتبرون انهم سند للجيش أيضاً”، ويضيف: “الجيش اللبناني هو الوحيد الحامي لعكار وطرابلس والجنوب والبقاع وكل الاراضي”.
ويشدد على أن “الشبان الذين تجمعوا هم من أهالي راس بعلبك من كل الطوائف والمذاهب والاحزاب، وكل القوى من كتائب وقوات ومستقبل وشيوعي وقومي وغيرهم، مشتركة في الدفاع عن المنطقة”.
كاهن الرعية في البلدة الاب ابرهيم نعمو، أكد أن الهجوم تسبب بارباك في البلدة، لكن الجيش قام بواجبه. ويشدد على أن “أهالي البلدة باقون في ارضهم ومتمسكون بها وأملنا في الجيش وشبان البلدة”، لكنه تمنى على الجيش أن يعزز حضوره في مراكزه “لأننا نريده أن يبقى حامي الحدود”.