Site icon IMLebanon

النهار: جبهة البقاع أصبحت “مفتوحة”

lebarmy

مع توجه وفد رسمي وآخر سياسي الى المملكة العربية السعودية للتعزية بوفاة الملك عبد الله، بدا المشهد السياسي الداخلي باردا على رغم السخونة التي احدثتها المواجهات الحادة بين الجيش اللبناني والتنظيمات الإرهابية المسلحة في جرود رأس بعلبك، على اثر الهجوم الذي شنته هذه المجموعات على احد المواقع الاستراتيجية للجيش في تلة الحمرا والذي كان الارهابيون يسعون الى احتلاله لما يمثله من معبر آمن لهم.

وقد ترافقت البرودة السياسية مع غياب أهل السلطة ومجموعة كبيرة من السياسيين عن البلاد مع أجواء حزن وغضب في آن. وبدا الحزن كبيرا على التضحيات التي يقدمها الجيش في معركته وحيدا ضد الاٍرهاب من خلال باقة جديدة من الشهداء الذين سقطوا على ارض المعركة في رأس بعلبك وقد بلغ عددهم ثمانية تم تشييعهم أمس.

فيما برزت ملامح الغضب والاستياء نتيجة عجز السلطة السياسية عن مواكبة تضحيات الجيش والاستهدافات المتكررة لعناصره من خلال تحصين الساحة الداخلية وتفعيل الجهود السياسية والتحرك الدبلوماسي من اجل تحييد لبنان فعلا لا قولا عن الصراعات المذهبية المشتعلة في المنطقة و تسريع وصول التجهيزات العسكرية للجيش ليتمكن من تحصين خطوطه الدفاعية وحماية عناصره من الكمائن والاستهدافات، خصوصا وان التنظيمات الإرهابية قد انتقلت من مرحلة نصب الكمائن لدوريات الجيش الى مرحلة خوض مواجهات مباشرة معه تهدف الى الاستيلاء على مواقع استراتيجية تؤمن المعابر الآمنة للمسلحين.

ورغم استعادة الجيش سيطرته الكاملة على الموقع، واستكماله عملية تمشيط المنطقة وملاحقة فلول المسلحين،وبينما كان الصليب الأحمر اللبناني يعمل على رفع ٧ جثث عائدة للمسلحين ونقلها الى مستشفيات البقاع وتردد ان من بينها جثث لقياديين في التنظيمات الإرهابية، طل الهدوء الحذر مسيطرا فيما افادت معلومات أمنية لـ”النهار” ان الاشتباكات تجددت لبعض الوقت مساء في تلة الصليب ، مما يعزز الانطباع بأن هذه المنطقة تحولت الى جبهة مفتوحة ليس في الأفق السياسي او العسكري ما يشي بإمكانية حسمها قريبا.