IMLebanon

ماذا تعرف عن مرض البرص؟!

Leprosy-disease

 

مع أكثر من 200 ألف إصابة جديدة كل سنة في العالم، يبقى البرص آفة مستشرية، علما أنه من الممكن تفادي أضراره بفضل التشخيص والعلاج المبكرين، بحسب أخصائيين.

وقال الطبيب الفرنسي فنسان جارلييه المتخصص في هذا المرض، قبيل اليوم العالمي للبرص الذي يصادف 25 كانون الثاني، إنّ “الأمر محبط، فنحن لم نخرج بعد من عنق الزجاجة”.

ومن جهته، لفت الطبيب روك كريستيان جونسون، من دولة بنين، إلى أن البرص “مرض ناجم في المقام الأول عن الفقر”، مذكرا بأنه ينتشر خصوصا في البلدان التي تعد فيها الأنظمة الصحية “ضعيفة”، ويصيب عددا كبيرا من الشباب البالغين الذين يحملون في بعض الأحيان آثاره مدى الحياة.

وقبل 20 سنة، كانت مليون إصابة بالبرص جديدة تشخص كل سنة. وقد انخفض عدد الحالات الجديدة دون 300 ألف للمرة الأولى في العام بـ2005. منذ ذاك الحين، يراوح بين 200 و300 ألف في السنة، ليبلغ 215 ألف في العام 2013، علما أنّ 10% من هذه الإصابات طالت الأطفال، بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية.

ويعد البرص، المعروف أيضًا بالجذام والذي تسبّبه بكتيريا صغرى تتنقل عبر الشعب الهوائية، مرضًا معديًا يؤدّي إلى عزل المرضى، وهو معروف منذ العصور القديمة. وقد اختفى من الدول الغربية مع تحسّن مستوى العيش والنظافة.

وهو مرض يفتك أولاً بالجلد ومن ثمّ بالأعصاب، وقد يؤدي في حال عدم معالجته في الوقت المناسب إلى الشلل وتشوهات في الأعضاء، فضلا عن إصابات في العيون قد تصل إلى العمى الكامل.

تطوّر هذا المرض البطيء جدًا، إذ أنّ فترة الحضانة قد تراوح بين سنة و10 سنوات أو أكثر أحيانا، يجعل منه صعب المراس في حوالي 20 بلدًا فقيرًا في جنوب آسيا وإفريقيا والقارة الأميركية، حيث لا يزال يشكل آفة.

وتفيد ارقام منظمة الصحة العالمية بأنّ الهند تبقى أكثر البلدان عرضة لهذا المرض (حوالي 127 ألف إصابة جديدة في العام 2013)، متقدمةً على البرازيل (31 ألف حالة) وإندونيسيا (17 ألف حالة تقريبًا) وإثيوبيا وجمهورية الكونغو الديموقراطية (3500 و4500 حالة جديدة على التوالي).

وبفضل علاج كيمياوي طور في الثمانينات مع علاجات تجمع بين ثلاثة مضادات حيوية توفرها منظمة الصحة العالمية مجانا إلى الدول الفقيرة منذ العام 1995، شفي 15 إلى 16 مليون شخص على مر السنين، من بينهم 20 إلى 30% ما زالوا يعانون من إعاقات دائمة.

وفي غياب لقاح فعال، يبقى التشخيص المبكر في الوقت الراهن السلاح الوحيد للحد من عواقب المرض، على ما يؤكد أخصائيون.

وأوضح الطبيب فرانسيس شيز، جراح اليد والأعصاب الذي يجري عمليات على الأيدي التي يشلها البرص: “يمكن أن يشفى المريض من البرص كليا إذا ما عولجت البقع المنتشرة على الجلد، إلا أن الأمر لا يحصل عندما يكون المرض أصاب الأعصاب”.

إلا أن تشخيص الإصابات في مناطق معدمة يصعب الوصول إليها في غالب الأحيان يبقى رهانا صعبا لغالبية الدول المعنية.

ففي بوركينا فاسو مثلا، يتم تشخيص 33% من الإصابات الجديدة عندما يكون المرضى بدأوا يعانون من عجز كبير.

وأكد جارلييه: “يجب العودة إلى هذه المناطق سنويا” لرصد المرضى بسرعة “خلال فترة الحضانة من دون أن تكون هناك علامات ظاهرة، إلا أن العدوى يمكن أن تنتقل خلال هذه المرحلة إلى محيط المريض”.

ويبقى التحدي الكبير الآخر أيضا التشخيص الجرثومي للمرض الذي لا يتم إلا عبر فحوصات إنجازها صعب جدا “عندما يقيم المرء في أقصى أقاصي النيجر”، على ما أكّد جارلييه.