مازالت الأيام تثبت للجميع حكمة قادة هذا الوطن وحرصهم على وحدته واستقراره وسلاسة انتقال السلطة بدولة لها ثقلها السياسي والاقتصادي العالميين ومؤثرة في أسواق المال والنفط التي شهدت استقرارا بتعاملاتها كتأكيد منها على ثقتها المتأصلة باستمرار قادة هذا الكيان بسياساتهم المتزنة داخليا وخارجيا.
ومع تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم بعد وفاة أخيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز «رحمه الله واسكنه فسيح جناته» وحرصه -حفظه الله- على استكمال مسيرة التنمية والمشروعات الكبيرة بمختلف المجالات، فان هناك الكثير من المسارات الجديدة والتحديات التي تفرضها ظروف المرحلة الحالية والمستقبلية وتحظى باهتمامه -حفظه الله- وخصوصا مايتعلق بالجوانب الاقتصادية والمالية لتطوير إمكانات الوطن ومواطنيه والمحافظة على المنجزات وخلق مجالات جديدة للتنمية لتسخير جميع الإمكانيات لخدمة الشعب وأحفاده وعبر استغلال ثروة اليوم لتوفير مورد المستقبل، فعدم استقرار السوق النفطية والأحداث الدولية المتسارعة المؤثرة على الاقتصاد الوطني ستبرز سياسات جديدة تعيد النظر في الكثير من الرؤى الاقتصادية والاستثمار الأمثل للثروات والمعادن والصناعات والطاقة الشمسية لاستغلالها، كما في الدول الأخرى المشابهة ولعل رفع مستوى الكفاءة في استخدام المال العام واستهلاك النفط داخليا سيكون ضمن الأولويات، وجميعها جوانب تتطلب تبني فكر جديد يعتمد على الاستخدام الأمثل لكافة الموارد والثروات الطبيعية والاستثمار الاقتصادي لها بهدف البناء المتكامل للتنمية المستدامة في جميع المجالات وفق أفضل التقنيات لاستفادة المواطن ومنشاته منها وبما يحقق التوازن مابين توفير الاحتياجات الحالية والحياة الكريمة للمواطنين والتطلعات لمستقبل الأجيال القادمة، وسيدعم تحقيق تلك الأهداف وتجاوز الصعاب سعة الأفق والخبرة الإدارية الكبيرة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان والتاريخ الطويل بالعمل الإنساني والخيري والتطويري وكسمات قيادية ارتبطت بشخصيته -حفظه الله- القادرة على التغيير والتحول لمستوى أفضل، وكما يساند ذلك أيضا ما يتمتع به ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز من خبرات عملية وتقنية متقدمة ستُسخر لتسريع تحقق تلك التطلعات. وإذا كان هناك من يرى بان ملف المشاريع المتعثرة للمشاريع التنموية التي ينتظرها المواطنين بجميع المناطق لتحسين الظروف المعيشية والصحية والتعليمية سيتطلب جهدا كبيرا من القيادة، فانه بسبب مايحضى به خادم الحرمين الشريفين من خبرة عملية وميدانية طويلة في مجالات التخطيط الاستراتيجي وتنفيذ المشاريع وفق أرقى المواصفات كما تشهد بذلك المشاريع التي اشرف عليها شخصيا بالعاصمة، سنلحظ تطورا نوعيا جديدا في أفكار وأساليب المعالجة والحرص على تفعيلها ومتابعة سرعة التنفيذ والحزم بان تكون بالجودة المطلوبة، ولعلنا جميعا كمواطنين ومسؤولين وكتاب ندعم تحقيق كل مايتطلع اليه خادم الحرمين الشريفين وولي عهده فيما يحقق الرقي لبلادنا في جميع المجالات والاستقرار والرخاء لمجتمعنا والاطمئنان لمستقبل أبنائنا، وان نخلص كموظفين ومسؤولين بمختلف مستوياتنا في أعمالنا التي أوكلت إلينا من ولاة الأمر وكأمانة وظيفية يطلب منا أداؤها لمصلحتنا جميعا، فالتقصير واللامبالاة بوظيفتنا لن ترضى باستمرارهما القيادة.