اختتم المنتدى الاقتصادي العالمي اعماله في منتجع دافوس بجبال الألب السويسرية، بالتركيز على ضرورة تحفيز النمو ومكافحة الفقر والتهديدات الإلكترونية، وجبه التحديات الناتجة من تفاقم ظاهرة التغير المُناخي.
وكان بارزاً تركيز المشاركين على ضرورة تضافر جهود القيادات السياسية والاقتصادية والمنظمات غير الحكومية لمعالجة تحديات عدة، على رأسها العمل على التوصل إلى اتفاق حول التغير المناخي في اجتماع باريس نهاية العام، وضرورة تسعير الكربون للمرحلة المقبلة.
رئيس البنك الدولي جيم كيم اعتبر بدوره أن «السيناريو الأفضل للنمو الاقتصادي العالمي خلال الأعوام الـ15 المقبلة سيكون بنسبة 4 في المئة معظم الأحيان، حتى ذلك إن تحقق فلن يكون كافيا»، مضيفا أن «علينا أن نزيد تداعيات النمو الاقتصادي». وربط بين النمو الاقتصادي والابتكار ومكافحة التغير المناخي، لافتا إلى أن الاتفاق على تسعير الكربون قد يكون «محفزا مهما للتفكير بطرق جديدة لتوليد الطاقة»، وغيرها من جوانب تحفيز الابتكار والطاقة.
وبرز تحذير الخبراء من أن تحديات العام المقبل ستكون جسيمة، حيث قالت المديرة التنفيذية لمؤسسة «الاينس تراست»، كاثرين غارت كوكس، إن العام الجاري «سيشهد هشاشة وبعض التصدع، لذا علينا الانتباه»، معتبرة أن هذا العام «هو بمثابة الاختبار الحقيقي لمعرفة ما إذا كان من الممكن أن تنجح الشراكات بين القطاعين العام والخاص أم لا».
وشددت مديرة مؤسسة «أوكسفام» الخيرية، ويني بيانيما، على الحاجة إلى معالجة الفجوة الاقتصادية بين الأغنياء والفقراء من أجل نمو اقتصادي صحي، ورأت أن «قيادات الشركات الخاصة في الشؤون الاقتصادية تقدموا على الساسة الذين يفتقدون القيادة الكافية لمعالجة هذه القضية».
وأضافت «يجب أن يتغير الوضع بشأن دفع الفقراء ثمن الأزمات المالية وعدم محاسبة الأثرياء على ما يقومون به»، ولفتت إلى أنه «لا يمكن أن نقضي على الفقر المدقع من دون القضاء على عدم المساواة الاقتصادية».
وحول انخفاض توقعات النمو لهذا العام، قال كيم جيم «العام الماضي كان عاما محبطا مرة أخرى. كانت أوروبا واليابان محبطتين. هناك اختلافات كبيرة في دول مجموعة بريكس»، مضيفاً أن الدول التي تحتاج إلى إصلاحات هيكلية حان الوقت لاتخاذها القرارات الصعبة خاصة مع تراجع أسعار النفط.
وحظيت ثورة تكنولوجيا المعلومات والتطورات العلمية بشق مهم من اجتماعات المنتدى، وكان الأبرز بينها المخاوف من تهديد الهجمات الإلكترونية، حيث اعتبر المشاركون في إحدى الجلسات المغلقة أن الهجوم الإلكتروني أسهل من الدفاع الإلكتروني، في وقت تعاني الدول والشركات العالمية في الوصول إلى إطار يحمي المستخدمين للإنترنت والفضاء الإلكتروني خاصة بعد الهجوم الإلكتروني على شركة «سوني» نهاية العام الماضي، والتهديدات التي تمثلها جرائم الإنترنت.
وقال المدير التنفيذي لدائرة مكافحة الإنترنت لدى الأمم المتحدة جان بول لابورد إن «هناك حاجة لمحاسبة مرتكبي الجرائم الإلكترونية، فالشعور السائد حاليا بأنه من غير الممكن محاسبتهم نهائيا، مما يشجع الجرائم الإلكترونية».
بدوره، أوضح مؤسس شركة «كاسبرسكي لاب» الروسية لحماية الكمبيوترات من الفيروسات، يوجين كاسبرسكي، أن «هناك فرقا بين الجريمة الإلكترونية لسرقة المعلومات والجريمة التقليدية المنفذة عبر الإنترنت، وهناك حاجة لتذكر ذلك»، بينما لفت نائب رئيس «مايكروسوفت»، برادفورد سميث، إلى أنه على الجميع التذكر بأن هناك استخدامات جيدة وليس فقط سلبية للإنترنت، مضيفاً «علينا الإقرار بأن هناك قيما اجتماعية أساسية تتناقض هنا: حماية الشعب وحرية التعبير وحماية الخصوصية».
وحدد كاسبرسكي 3 تهديدات يجب الانتباه من استهدافها إلكترونياً، وهي محطات الطاقة وأنظمة التواصل والتقنيات والنظام المالي.
وعلى صعيد آخر، كانت هناك نبرة إيجابية من حيث الإنجازات العملية والصحية الأخيرة. وقال بيل غيتس، مؤسس «مايكروسوفت»، إنه يتعين أن تتوافر بحلول عام 2030 أداتان حديثتان لمكافحة الايدز في صورة لقاح وعلاج جديد مكثف بالعقاقير للقضاء على معظم حالات مرض أودى بحياة الملايين خلال السنوات الثلاثين الماضية.
وجرى الإعلان عن عودة اجتماع «المنتدى الاقتصادي العالمي» الخاص بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى الأردن، بعدما عُقد العام الماضي في اسطنبول بسبب الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة. كما أعلنت الحكومة السويسرية موافقتها على منح «منتدى الاقتصاد العالمي» صفة «منظمة دولية»، بما يتيح لها فرصا جديدة للتأثير على القضايا العالمية.