رأى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن الحرب على الإرهاب الذي يضرب المنطقة يجب أن يبدأ بمعالجة الامتدادات الفكرية التاريخية، التي نقلت تفسيرات تاريخية مغلوطة، آملاً أن تستمر الإمارات في حربها على الإرهاب، انطلاقاً من اعتقاده بدورها المهم في مواجهة التطرف والإرهاب، إلى جانب دعمها الاعتدال وتثبيته في المنطقة، ومؤكداً أن الإنسان العربي متى توافرت له الظروف فهو قادر على تقديم إنجازات حضارية للإنسانية كلها.
جعجع، وفي حديث الى صحيفة “الرؤية” الاماراتية، اعتبر أن لصعود الإسلام السياسي أسباب تاريخية وأخرى مباشرة، وقال: “في الأسباب التاريخية هو أن هذا الفكر أحد تيارات الفكر الإسلامي الذي بدأ مع شخصيات فكرية ودينية متطرفة لها أثرها في التراث واستمر مع حسن البنّا وسيد قطب فيما بعد، وترك تأثيراً كبيراً وكان سبباً لنشوء حركات متطرفة من أهمها: كتائب عبدالله العزام، القاعدة، داعش، أنصار بيت المقدس وغيره”.
وأضاف: “هذا السبب التاريخي الفكري لا يجب الاستخفاف به أبداً، وبالتالي عند الحديث عن معالجات يجب أن تبدأ بمعالجة هذا التيار الفكري التاريخي، هناك أسباب أخرى مباشرة تتعلق بالأوضاع التي يعيشها المسلمون في كلّ من العراق وسوريا تحديداً وبعض الأماكن الأخرى من المنطقة. كلّ هذه الأسباب أدت إلى تصاعد تيار الإسلام السياسي المجسد حالياً أكثر ما يكون بتنظيم داعش في منطقة الهلال الخصيب، وحركة أنصار بيت المقدس في مصر”.
واشار جعجع الى وجود أسباب مباشرة لظهور التطرف تتعلق بالأنظمة الحاكمة وتأثيراتها في الإقليم الذي ظهرت فيه هذه الحركات، من ضمنها استبداد النظام السوري، مضيفًا “عاش الناس في سوريا 40 عاماً تحت حكم ديكتاتوري من أعتى ديكتاتوريات الشرق الأوسط والعالم، وللأسف دفعتنا الظروف في لبنان للعيش فترة معينة تحت استبداد هذا النظام، نحن نعرف تماماً ماذا يعنيه هذا الظلم”.
ولفت الى أن إيران هي من أكبر رموز الإسلام السياسي في القرن الـ 20 والـ 21، وهي بالتالي أوحت للآخرين بالذهاب إلى الإسلام السياسي، إضافة إلى تحركاتها وتصرفاتها في المنطقة التي أيقظت شياطيناً قديمة نائمة، ما دفع بعملية الإسلام السياسي والراديكالية والتطرف بألوانها كافة إلى حدودها القصوى، وهذا ما أدى إلى ظهور “داعش” وبقية المنظمات المتطرفة.
وتابع جعجع: “ندعم حق الإمارات في استعادة الجزر الثلاث، خصوصاً أن دولة الإمارات العربية المتحدة أعربت أكثر من مرة عن استعدادها التام ورغبتها الصادقة في إجراء حوار مباشر مع إيران في ما يتعلق باحتلالها لجزر الإمارات الثلاث”.
واذ اشار الى أن “حزب الله” هو عدو لـ”داعش” إذ إنهما يتقاتلان، اعتبر أنهما وجهان لعملة سياسية واحدة هي الإسلام السياسي، ووجود الواحد منهما يُغذي الآخر حتماً، لافتا الى أن جرائم الأسد أكبر بكثير من جرائم “داعش”، فالأخيرة ترتكب جرائمها بأساليب بدائية وبوحشية كبرى بينما الأسد يرتكب جرائمه بوحشية أكبر، وبوسائل متطورة ما يؤدي إلى مآس بشرية أكبر بكثير.
واعتبر جعجع أن الجانب الآخر من خطة اجتثاث الإرهاب من جذوره هو التخلُص من النظام الديكتاتوري في سوريا واستبداله بنظام ديمقراطي، والتوصُل إلى حلول سياسية مطلوبة في العراق من خلال إشراك كل مكونات الشعب في السلطة العراقية. هذه الخطة من جوانب عدة، وأحد هذه الجوانب لا يُغني عن الجوانب الأخرى.
ولفت الى أن المسيحيين والمسلمين المعتدلين هم مستهدفون في العالم العربي، مضيفًا “يظهر فعل الاستهداف لدى المسيحيين أكثر من المسلمين باعتبارهم في بعض الدول العربية أقليات، وبالتالي يقعون في مخاطر الاندثار الكامل عند أول حادث يتعرضون له”.
وشدد جعجع على ان منطق الدولة هو الذي سينتصر في النهاية، باعتبار أن الدولة هي ضمن منطق التاريخ بينما الأصولية تسير بعكسه، مبديًا اطمئنانه على قوة الجيش ووحدته، ومعتبرًا أن “حزب الله” لا يمكن أن يكون رأس حربة في تحالف الأقليات، وأضاف: “أعتقد أن مجرد وجود حزب الله بالشكل الذي هو عليه دفع بالكثيرين إلى تبني الإرهاب”.
وأضاف: “لا يجوز أن تبقى سُدّة الرئاسة فارغة بعد ثمانية أشهر من انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد، لذا أدعو جميع الفرقاء مجدداً إلى النزول إلى المجلس النيابي في أول جلسة وانتخاب رئيس بكلّ بساطة”.
واعتبر جعجع أن الإمارات تلعب دوراً مهماً في المنطقة لجهة مواجهة التطرف والإرهاب. وقال: “لقد أثبتت أنها تدعم الاعتدال في العالم العربي لأنها ترى فيه عامل استقرار للمنطقة كلها”، املا أن تستمر الإمارات في حربها على الإرهاب والمنظمات الإرهابية.