يترقب المسؤولون عن منطقة اليورو منذ اسابيع، ما يمكن ان تُسفر عنه نتائج الانتخابات اليونانية التي جرت أمس، وكان منتظراً إعلان نتائجها الأولية في وقت باكر اليوم. وتتركز المخاوف الأوروبية على احتمال وصول حزب «سيريزا» اليساري الراديكالي الى الحكم، ليصبح زعيمه اليكسيس تسيبراس رئيساً للوزراء. ومعروف ان الحزب اليساري يرفض سياسة «التقشف القاسي» لدول الاتحاد الأوروبي، وسيسعى رئيسه اذا حكم، الى دفع أوروبا لإعادة التفاوض على الدَين، في محاولة لتقليصه، ما يعني ان العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) ستواجه اختباراً جديداً قد يدفعها الى الانخفاض مجدداً دون مستوى 1.12 دولار.
ويخشى شركاء اليونان الأوروبيون ان يعاقب الناخب اليوناني الحكومة المحافظة الحالية بسبب رضوخها لشروط «الترويكا» الدائنة، ( الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي، وصندوق النقد)، وهي شروط قاسية، في مقابل الحصول على قروض بقيمة 240 بليون يورو، بدءاً من عام 2010. ومعروف ان تسيبراس سيتخذ خطوات فورية اذا نجح حزبه في الانتخابات، كرفع الحد الأدنى للأجور، اضافة الى خفض حقيقي وكبير لمجمل الدَين الذي أصبح يساوي 175 في المئة من الناتج، مذكراً بالتنازلات التي قدمت الى ألمانيا بعد الحرب.
وتقلق هذه المواقف أسواق المال وشركاء أثينا في الاتحاد الأوروبي، علمأ ان لا أحد يريد، أقله علناً، حتى تسيبراس نفسه، خروج اليونان من منطقة اليورو، والتي ينتج عنها تداعيات يفضل الأوروبيون تفاديها، من اي طبيعة كانت.