الفونس ديب
يبدو ان المواقف المعارضة لمشروع ردم الحوض الرابع وانشاء رصيف جديد بطول 540 مترا، بدأت تلين، حيث أكدت مصادر لـ»المستقبل» ان «رئيس الحكومة تمام سلام يصر على تنفيذ المشروع بعدما تبين انه لا يؤثر سلبا في عمل اي جهة متعاملة مع المرفأ، في حين أعلن وزير الاشغال العامة والنقل انه مع ردم الحوض الرابع وتوسيع محطة الحاويات جنوبا«.
في هذا الوقت، أظهرت النتائج التي سجلها مرفأ بيروت تراجعا ملموسا في معظم نشاطاته ما عدا حركة الحاويات الى سجلت ارتفاعا بنسبة 8،4 في المئة الى مليون و210 آلاف و413 حاوية، وهو رقم قياسي تاريخي جديد يسجله مرفأ بيروت على هذا المستوى.
واعتبر رئيس غرفة الملاحة الدولية بيروت ايلي زخور، ان تراجع واردات المرفأ في العام 2014 يعود الى ارتفاع استيراد البضائع الاساسية بشكل طفيف وتراجع استيراد البضائع الكمالية بشكل كبير»، معتبرا ان ذلك يدل على مدى صعوبة الوضع الاقتصادي في لبنان.
الارقام
وأظهرت الارقام الصادرة عن المرفأ، انخفاض عدد البواخر التي رست داخل المرفأ في كانون الاول الماضي بنسبة 1،8 في المئة الى 159 باخرة مقارنة مع 162 باخرة في كانون الاول 2013، وانخفض الشحن العام بنسبة 1،2 في المئة الى 757 الف طن مقابل 766،8 الف طن في كانون الاول 2013.
وبالنسبة للسيارات المستوردة عبر المرفأ، فقد انخفض عددها بسنبة 4،2 في المئة الى 9 آلاف 632 سيارة مقابل 10 آلاف و108 سيارات، ولم يسجل خلال هذا الشهر عبور اي مسافر من خلال المرفأ.
أما الحاويات، فسجلت ارتفاعا نسبته 5،5 في المئة الى 97 الفا و124 حاوية مقابل 92 الفا و71 حاوية سجلها المرفأ في كانون الاول 2013، في حين انخفضت عائدات المرفأ خلال هذا الشهر بنسبة 15 في المئة الى نحو 15 مليون دولار، مقابل 17،8مليونا في كانون الاول 2013.
وأظهرت نتائج العام 2014 انخفاض عدد البواخر التي رست في المرفأ بسنة 7،2 في المئة الى الف و962 باخرة مقابل الفين و114 باخرة في العام 2013، وجاءت نتائج الشحن العام في العام 2014 قريبة مما حققه في العم 2013 مسجلا 8 آلاف و280 طن.
وبالنسبة لعدد السيارات، فقد انخفض عددها بنسبة 1،3 في المئة الى 91 الفا و761 سيارة مقابل 92 الفا و983 سيارة في العم 2013، وانخفض عدد المسافرين الذين عبروا المرفأ خلال العام 2014 بنسبة 18 في المئة الى 5 آلاف و276 مسافرا مقابل 6 آلاف و433 مسافرا في العام 2013.
أما الحاويات، فارتفع عددها بنسبة 8،4 في المئة الى مليون و210 آلاف و413 حاوية، مقابل مليون و117 الفا و334 حاوية، فيما انخفضت عائدات المرفأ بنسبة 3،7 في المئة الى نحو 211 مليون دولار، مقابل 219 مليونا في العام 2013.
زخور
واعتبر زخور ان «تراجع نتائج المرفأ لا سيما وارداته تعود بشكل اساسي الى انخفاض استيراد البضائع الكمالية التي يجبى عليها رسوما مرتفعة، في حين ارتفع حجم البضائع الاستهلكية الاساسية المستوردة برسم السوق المحلية، وهي عادى يجبى عليها رسوما منخفضة». وقال «ان ذلك يظهر مدى صعوبة لاوضع الاقتصادي في لبنان، لا سيما مع التراجع الكبير لاستيراد البضائع الكمالية».
ولفت زخور الى ارتفاع حركة المسافنة في العام 2014 بنسبة 25 في المئة. وقال «لولا نمو حركة المسافنة لكان نتائج المرفا تراجعت بشكل دراماتيكي»، مؤكدا «لا نريد لمرفأ بيروت ان يخدم لبنان فقط، انما بات مرفأ محوريا للبنان والمنطقة، وهذا الدور الريادي الذي يجب ان نحافظ عليه في المستقبل».
واشار الى «ان شركات ملاحية عالمية قدمت طلبات الى ادارة المرفأ لاستخدامه لاغراض المسافنة، الا ان الادارة رفضت هذا الموضوع، افساحا في المجال لخدمة السوق المحلية، لا سيما ان سعة المرفأ الاستيعابية القصوى هي مليون و320 الف حاوية، وهو اليوم حقق مليون و210 آلاف حاوية، وإذا نما بنفس وتيرة العام 2014 فانه يصل الى الحدود القصوى».
الحوض الرابع
وبالنسبة لتطورات ملف ردم الحوض الرابع، أكدت مصادر متابعة لـ»المستقبل» وجود اصرار من قبل سلام على المضي في المشروع، خصوصا ان كل الهواجس التي طرحت تم ايضاحها وهي اصلا لا وجود لها».
ولفتت المصادر ان كل الاطراف المعنية كانت تنتظر موقف وزير الاشغال العامة والنقل حول الموضوع، وقد جاء ايجابيا لمصلحة تنفيذ المشروع، حيث أكد في مقابلة تلفزيونية انه «مع ردم الحوض الرابع وتوسيع المحطة لأن مرفأ بيروت هو الاساسي في البلد، في حين ان تنفيذ المشروع لن يؤثر في سير عمل كل المتعاملين مع المرفأ.
وأشارت المصادر الى ان موقف الوزراء المعارضين للمشروع بدأ يلين، خصوصا بعد الشروحات التي قدمت لهم من قبل رئيس مجلس ادارة المرفأ ووزير الاشغال ورئيس الحكومة.
المشروع
الهدف من ردم الحوض الرابع، الذي يضم الارصفة: 13 و14 و15، هو توسعة محطة الحاويات جنوبا، بانشاء رصيف جديد بطول 540 مترا، يقسم الى قسمين بالمناصفة، الاول يخصص لانشاء محطة حاويات نموذجية جديدة لاستقبال سفن الحاويات، والقسم الثاني لاستقبال سفن البضائع العادية المختلفة وسفن الحديد.
سيبلغ عمق الحوض الجديد 15 مترا، بامكانه استقبال بواخر عملاقة وبواخر حديد تزيد حمولتها على 50 الف طن.
وسيجهز الرصيف برافعات عملاقة ثابتة واخرى متحركة حديثة، ستمكن المرفأ من تسريع عمليات تفريغ البضائع العادية والحديد.
اما الارصفة 13 و14 و15 فليس بامكانها استقبال بواخر عملاقة لان عمق الحوض الرابع 11 مترا فقط، في حين ان الرصيف 12 الذي يقع خارج الحوض الرابع سيتمر في استقبال بواخر الحديد كما هو الآن والتي تصل حمولتها الى 50 الف طن. علما ان هذا الرصيف لن يمس به، وهو الوحيد الآن القادر على التعامل مع السفن العملاقة.