تزايد الهواجس الأمنية التي أعقبت الاعتداءات الارهابية على الجيش في جرود عرسال ورأس بعلبك أواخر الأسبوع الماضي وما رافقها من شائعات مع مواصلة التحرشات الأمنية به في هذه المنطقة، الى عودة ظاهرة الاغتيالات كتلك التي استهدفت أحد الأمنيين اللبنانيين شمالاً أول من أمس – كل ذلك أرخى بظلاله على الأسواق المالية اللبنانية. ومما عزز مشاعر القلق دعوة السفارة الأميركية في بيروت مواطنيها الى توخي الحذر في لبنان وتجنب السفر اليه في هذه الفترة البالغة الخطورة. لذا لم يكن مستغرباً ان تنعكس هذه الأجواء سلباً على أداء بورصة بيروت التي انحسرت المبادرات كثيراً في اتجاه التوظيف في الصكوك المالية المدرجة على لوائحها بيعاً وشراء لتقتصر أمس على اسهم “سوليدير” و”بلوم بنك” المدرجة و”بنك عودة” المدرجة، فأقفلت أسهم هذه الشركة المنوط بها اعادة اعمار وتطوير الوسط التجاري لبيروت بفئتيها “أ” بـ 10٫96 دولارات في مقابل 11٫07 و”ب” بـ 11٫00 دولاراً في مقابل 10٫97 في الفترة عينها، وقت ارتفعت أسعار أسهم “بلوم بنك” من 8٫91 دولارات الى 8٫95 واستقرت أسعار أسهم “بنك عودة” على 6٫20 دولارات في قطاع المصارف. وتبعاً لذلك، أقفل مؤشر “بلوم بنك” للأسهم اللبنانية بتراجع طفيف نسبته 0٫03 في المئة على 1174٫35 نقطة في سوق انتقائية وضيقة تبودل فيها 57452 صكاً قيمتها 617927 دولاراً، في مقابل تداول 128335 صكاً قيمتها 450614 دولاراً أول من أمس.
تعافي الأورو ووقوع البورصات العالمية في الضعف
في الخارج، مضى الأورو في تعزيز مواقعه في أسواق القطع العالمية بعدما استوعب المستثمرون المؤسساتيون صدمة الفوز الذي أحرزه حزب “سيريزا” اليساري في اليونان الأحد الماضي مع تزايد احتمالات عدم خروج هذا البلد الذي يرزح تحت ديون سيادية مقدارها 315 مليار أورو والتي تشكل 175 في المئة ناتجه المحلي الاجمالي، من منطقة الأورو. جاء ذلك أمس بعدما تردد أن هذا الحزب الذي كان يصرّ قبل فوزه في الانتخابات المبكرة ليس على اعادة تعويم ديون بلاده فحسب بل على خطة إنقاذه التقشفية على نحو كان يخشى معه بنشوب خلافات عميقة مع المركزي الأوروبي وألمانيا وصندوق النقد الدولي. الا أنه بعدما اتضح أن حزب “سيريزا” لم يحصل على الغالبية المطلقة في الانتخابات، وبدا زعيمه مستعداً للتفاوض في هذا الشأن مع “حزب اليونانيين المستقلين” اليميني الذي سيتحالف معه لتشكيل الحكومة الجديدة، تنفست الأسواق فظهر فيها ميل الى إعادة شراء الأورو، الذي سبق له أن كسر نزولاً مطلع الاسبوع عتبة الـ 1,12 دولار، اذ سرعان ما تجاوزها الى 1,13 دولار ثم 1,14 دولار فترة. كما كان لصدور بيانات اقتصادية متباينة في الولايات المتحدة بدءاً باستمرار تراجع الطلب على السلع المعمرة بنسبة 0,6 في المئة في كانون الأول وتشرين الثاني وصولا الى ارتفاع مؤشر ثقة المستهلكين فيها الذي يعده مجلس المؤتمر من 93,1 نقطة في كانون الأول الى 102,9 في كانون الثاني في ظل حديث عن ان الاحتياط الفيديرالي، الذي اجتمع أمس واليوم، قد يرد على سلسلة خفوضات معدلات الفائدة واجراءات التحفيز الكمي من مصارف مركزية اخرى بتأخير موعد رفع أسعار الفائدة الأميركية – كان لذلك تأثيره في جعل الأورو يقفل في نيويورك بـ1,1380 دولار في مقابل 1,1235 أول من أمس، في تطور جعل أونصة الذهب ترتفع من 1280,00 دولار الى 1295,25، وأوقع البورصات على جانبي الأطلسي في الضعف، فأقفلت الأوروبية منها بخسارة راوحت بين 3,69 في المئة في أثينا و0,53 في المئة في ميلانو، شأن الاميركية بين 291,49 نقطة على 17387,21 نقطة لمؤشر داو جونز الصناعي و90,26 نقطة على 4681,50 نقطة لمؤشر ناسداك.