Site icon IMLebanon

النهار: ماذا حصل في الجنوب؟

israel-attack

استعاد اللبنانيون عموماً والجنوبيون خصوصاً، بعض المشاهد السوداء التي غابت عن أذهانهم منذ انتهاء العدوان الاسرائيلي عام 2006، وعاشوا طوال أكثر من ساعتين، فصلاً من فصول الاعتداءات الاسرائيلية على القطاع الشرقي للجنوب، حيث قتل بقصف إسرائيلي أحد جنود الكتيبة الاسبانية العاملة في “اليونيفيل”، في أعقاب هجوم شنته “المقاومة الاسلامية” على قافلة عسكرية في مزارع شبعا المحتلة وأوقعت في صفوفها قتلى وجرحى.

وافادت “النهار” ان مجموعة صواريخ انطلقت من منطقة الوزاني في اتجاه الأراضي المحتلة، قرابة الحادية عشرة قبل ظهر الاربعاء، تزامنا مع هجوم المقاومة، استهدف بعضها أهدافاً في بلدة الغجر وبعضها الآخر مواقع اسرائيلية.

وردت المدفعية الاسرائيلية بقذائف فوسفورية وانشطارية على محيط بلدات الوزاني والغجر والعباسية، حيث قتل جندي اسباني في مركز للكتيبة الاسبانية في العباسية قبالة الغجر.

تزامنا، حلق الطيران الحربي الاسرائيلي وطائرة استطلاع من دون طيار في اجواء المنطقة على علو مخفوض طوال النهار وحتى المساء.

وأثار القصف تخوف المواطنين، اذ اقفلت المدارس وشلّت الحركة لساعات في الوزاني حتى المساء. وروى مواطنون من البلدة كيف انهمرت القذائف كالمطر على محيط البلدة، مما ادى الى هروب رعاة الماشية الذين كانوا قرب الحدود.

وذكرت “النهار” أن مجموعة من “حزب الله” توغلت أكثر من كيلومتر في الطرف الجنوبي لمزارع شبعا المحتلة، وأطلقت عدداً من القذائف الصاروخية المضادة للدروع على موكب عسكري إسرائيلي من نحو 10 آليات هامر وناقلات جند “أم 113″ وسيارات جيب. وشوهدت بعد الهجوم اعمدة من الدخان الأسود تتصاعد من المكان، فيما عمدت المدفعية الاسرائيلية من عيار 120 و155 ميلليمتراً، الى قصف محاور المزارع المحتلة ومسالكها، تؤازرها مرابض المدفعية المنصوبة في الجولان المحتل، وصولاً الى مزرعة المجيدية حيث يتمركز الجيش اللبناني، وبلدة العباسية حيث تضرر موقعان متجاوران للجيش و”اليونيفيل” بفعل الشظايا.

كذلك توسعت رقعة القصف لتشمل محيط بلدة الغجر السورية، وأطراف مزرعة حلتا والضواحي الجنوبية لبلدة كفرشوبا، إضافة الى محيط المواقع الاسرائيلية في تلال كفرشوبا وهي رويسات العلم ورويسة السماقة وتلة الرمثا. كما مشطت حاميات هذه المواقع بأسلحة رشاشة مختلفة الأماكن المجاورة لها والأحراج القريبة.

وتدخلت مدفعية “حزب الله” وراجماته الصاروخية، وقصفت أكثر من موقع إسرائيلي، بحيث وصل معدل سقوط القذائف من الجانبين الى خمس قذائف، في ظل تحليق طائرات حربية وأكثر من أربع طائرات استطلاع.

وكشفت “النهار” ان حالاً من الخوف والحذر سيطرت على السكان في قضاء بنت جبيل، في أعقاب عملية المزارع، وتوافد الاهالي الى المدارس لإعادة اولادهم الى المنازل، فيما تهافت آخرون على محطات الوقود لتزويد سياراتهم مادة البنزين تحسباً لأي طارئ. بينما عمل بعضهم على تزوّد المؤن. وسمعت أصوات صفارات الإنذار التي أطلقت في قواعد “اليونيفيل” في القطاع الغربي. وعلمت “النهار” ان “اليونيفيل” طلبت الى العاملين في قواعدها النزول الى الملاجئ والمخابئ، وعدم الخروج الا بعد السماح لهم بذلك. وحلق الطيران الحربي والاستطلاعي الاسرائيلي فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط بعد الهجوم، واستمر الى بعد الظهر، وسط حذر شديد خيّم على جانبي الحدود في هذين القطاعين.

وما إن انتشر خبر استهداف قافلة إسرائيلية، حتى تسمر “النبطانيون” على شاشات التلفزيون فخلت الأسواق التجارية تدريجاً من روادها، إلا أنهم لم يبادروا الى الاحتفال في الشوارع، كما حصل عشية خطف الجنديين الإسرائيليين صيف 2006، بل عمد عدد منهم الى استعادة أولادهم من المدارس.

وعلقت مهنية النبطية الرسمية الدروس إفساحاً في المجال أمام مغادرة طلابها الوافدين من المناطق الحدودية، وأقفلت المراكز المعتمدة لتعليم اللاجئين السوريين، فيما توافقت المصارف على الإقفال الثالثة بعد الظهر، في ظل شبه انعدام للحركة في اتجاهها، وفقاً لما افادت به مصادر مصرفية.