إيلي قهوجي
الهجوم الذي شنه “حزب الله” على دورية إسرائيلية في مزارع شبعا أرخى بثقله على الوضع داخلياً واقليمياً. الا أن مسارعة مجلس الأمن الى الانعقاد ليل أول من أمس بالتزامن مع اعلان الرئيس تمام سلام التزام حكومته القرار الدولي 1701 خلّف انطباعاً عن امكان احتواء هذا التطوّر الخطير إنما من غير أن يطمئن الأسواق المالية اللبنانية بحيث ظل أداء بورصة بيروت ضعيفاً وهو ترجم أمس أيضاً مزيداً من التردد في مقاربة الصكوك المدرجة على لوائحها والتي اقتصرت مرة أخرى على المألوف من العمليات التقنية المتفرقة التي لا تؤسس لاتجاه واضح للسوق. وأدى ذلك الى مضي اسهم “سوليدير” في التقلب ضمن هوامش ضيقة الى أن أقفلت الفئة “أ” منها بـ11,03 دولاراً في مقابل 10,97 والفئة “ب” بـ10,98 دولارات في مقابل 11,01 أول من أمس في قطاع إعادة الإعمار والتطوير العقاري، وقت استقرت أسعار أسهم “بنك بيبلوس” العادية على 1,64 دولار وتراجعت أسعار شهادات إيداع “بلوم بنك” من 9,97 دولارات الى 9,96 في قطاع المصارف، واستقرت أسهم “رسامني ويونس للسيارات” (ريمكو) على 3,23 دولارات في قطاع التجارة. وتبعاً لذلك أقفل مؤشر “بلوم بنك” للأسهم اللبنانية بارتفاع طفيف نسبته 0,03 في المئة على 1175,62 نقطة، في سوق هادئة على ترقب تبودل فيها 121093 صكاً قيمتها 910886 دولارات، في مقابل تداول 69546 صكا قيمتها 572099 دولاراً أول من أمس.
تماسك الأورو وتعافي البورصات الأوروبية والأميركية
في الخارج، أظهر الأورو ميلاً الى التعافي في أسواق القطع العالمية بعدما هضم المستثمرون مقررات الاحتياط الفيديرالي الأميركي الذي أشار أول من أمس الى انه في طريقه لرفع معدلات الفائدة لديه هذه السنة كلما تأكد لديه أن الاقتصاد في بلاده ينمو بوتيرة جيدة ومتواصلة. وفي هذا المجال، جاء تحسن سوق العمل في الولايات المتحدة كما عكسه تدني عدد طالبي اعانات البطالة فيها 43 ألفاً الأسبوع الماضي الى 265 ألفاً، وهو الأدنى منذ 15 سنة، ليدعم الدولار فترة الى أن تبين أن وعود بيع العقارات فيها هبطت بنسبة 3٫7 في المئة في كانون الأول الى 100٫7 من 104٫6 في تشرين الثاني ليحجب بسرعة ايجابيات سوق العمل ويضغط على الورقة الخضراء ويسلط الأضواء على ما صدر من بيانات إحصائية في منطقة الأورو بدءاً بارتفاع مؤشر الثقة الاقتصادية فيها من 100٫6 في كانون الأول الى 101٫2 في كانون الثاني ومؤشر مناخ الأعمال من +0٫15 الى 0٫16+ في الفترة عينها بالتزامن مع تراجع معدل البطالة في المانيا من 6٫6 في المئة الى 6٫5 في المئة وارتفاع مؤشر ثقة المستهلكين فيها من 9٫00 إلى 9٫3 في الفترة نفسها مع تراجع أسعار الاستهلاك بنسبة 0٫5 في المئة الذي سيحث المركزي الأوروبي على الاسراع في اجراءاته لدعم الاقتصاد في منطقته بما يجنبه الوقوع في انكماش الأسعار، الأمر الذي دعم الأورو وجعله يقفل في نيويورك بـ 1٫1325 دولار في مقابل 1٫1280 أول من أمس وضغط على الذهب الذي أقفلت الأونصة منه بـ 1258٫00 دولاراً في مقابل 1285٫00 في الفترة عينها.
وانعكست البيانات الاقتصادية الايجابية التي صدرت أمس في منطقة الأورو دعماً للبورصات الأوروبية على رغم تأثر شركات الطاقة سلباً بتراجع أسعار النفط، فأقفلت بارتفاع راوح بين 3٫16 في المئة في أثينا و0٫25 في المئة في فرانكفورت. وتحولت الأسهم الأميركية الى الارتفاع أيضاً بعد جلستين من الخسائر الحادة بدعم من بيانات اقتصادية قوية في شأن سوق العمل التي حجبت نتائج شركات عدة غير مشجعة، فأقفل مؤشرا داو جونز الصناعي وناسداك بزيادة 225٫48 نقطة على 17416٫85 نقطة و45٫41 نقطة على 4683٫41 نقطة توالياً.