Site icon IMLebanon

اتجاه لبناني للطلب من التحالف الدولي توجيه ضربات جوية لمواقع “داعش” على الحدود مع سوريا

 

 

 

اشارت مصادر سياسية رفيعة لصحيفة “السياسة” الكويتية الى أن “الحكومة اللبنانية تدرس جدياً الطلب رسمياً من التحالف الدولي – العربي، الذي يشن غارات على مواقع المجموعات المتطرفة في سوريا والعراق، توسيع نطاق عملياته الجوية لتشمل الحدود اللبنانية – السورية من الجهة الشرقية، وتحديداً في جرود عرسال”.

 

وأوضحت أن “هذا التطور مرده إلى الأوضاع المستجدة المتمثلة بسيطرة تنظيم “داعش” على جزء كبير من الجرود، فيما تسيطر على الجزء الآخر “جبهة النصرة” الذراع الرسمية لتنظيم “القاعدة” في سوريا بعدما كانت هذه المنطقة لفترة طويلة خاضعة بغالبيتها لسيطرة مجموعات سورية معارضة مرتبطة بـ”الجيش الحر” وبفصائل أخرى معتدلة إلى جانب سيطرة محدودة لـ”النصرة”.

 

ويفرض دخول “داعش” بقوة على الخط تعاملاً من نوع مختلف وأكثر حزماً، بحسب المصادر، التي أوضحت أن “المخاوف ليست مرتبطة فقط بالعمليات الإرهابية المتكررة ضد مواقع الجيش اللبناني، وإنما أيضاً بوجود مخطط لـ”داعش” يهدف إلى إدخال الأراضي اللبنانية في نطاق دولته المزعومة من خلال السيطرة على مساحات واسعة منها، سيما القريبة من الحدود مع سوريا، خاصة في ظل ما تردد أخيراً من أنباء عن عزم التنظيم على تعيين الشيخ الفار أحمد الأسير “أميراً” على لبنان”.

 

ولفتت المصادر إلى “وجود تقارير استخباراتية وأمنية تحذر من أن التنظيم يخطط لتوسيع دائرة المعركة خاصة بعد الخسائر الكبيرة التي مني بها في سوريا (كوباني) والعراق (ديالى) أخيراً، ويعتبر أن تمدده إلى الأراضي اللبنانية من شأنه تخفيف الضغط عنه في الأراضي السورية والعراقية نظراً لما للبنان من خصوصية في ظل تركيبته الطائفية الهشة، وبالتالي فإن من مصلحة “داعش”  توتير الوضع في لبنان من خلال الدخول إلى قرى شيعية ومسيحية وتنفيذ عمليات إجرامية”.

 

وأوضحت أن “التوجه اللبناني نحو طلب مساعدة جوية من التحالف يأتي في إطار مواجهة هذا المخطط “الشيطاني” ويرتكز على تأكيد الرئيس الأميركي باراك أوباما غير مرة أن التحالف ينوي ملاحقة “داعش” في أي مكان يوجد،  وتالياً من حق لبنان أن يحظى بدعم دولي على غرار الدعم الذي يحظى به العراق والمعارضة المعتدلة في سوريا”.

 

وبشأن صعوبة تحقيق إجماع في الحكومة بشأن طلب تدخل التحالف في ظل الرفض المتوقع من “حزب الله” وحلفائه، أكدت المصادر أن “مصلحة لبنان تعلو على المصالح الفئوية والحزبية نظراً للمخاطر الكبيرة التي يواجهها”، لكنها لفتت في الوقت نفسه إلى أن “التحالف لا يحتاج إذناً رسمياً لقصف معاقل “داعش” على الحدود اللبنانية – السورية لأنه يعتبر أصلاً في حرب مفتوحة معه ومن حقه توجيه ضربات لمواقع التنظيم أينما وجدت”.

 

ورجحت المصادر أن “تمتد غارات التحالف لتشمل الحدود اللبنانية، الأمر الذي من شأنه تسهيل المهمة أمام الجيش لطرد المجموعات الإرهابية من “داعش” و”النصرة” من الأراضي اللبنانية ودفعها إلى وراء الحدود”، مشيرة إلى أن “نشر قوات دولية على الحدود الشرقية على غرار قوات “اليونيفيل” المنتشرة في جنوب لبنان،  دونه صعوبات كبيرة، لكن دولاً غربية عدة، في مقدمها بريطانيا وفرنسا تساعد السلطات اللبنانية في عميلة ضبط الحدود من خلال دعم الجيش بأنظمة رصد متطورة وتزويده أسلحة نوعية”.