IMLebanon

2015 عام صعب في أسواق السندات العالمية

StockMarketsConfusion
ديفيد أوكلي

في بداية عام 2014، كان إجماع توقعات نهاية العام بين المختصين الاستراتيجيين لعوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات هو 3.38 في المائة. وفي 31 كانون الأول (ديسمبر) أغلقت السوق عند 2.17 في المائة.

ومع دخولنا عام 2015، يبدو أن الاستراتيجيين كانوا على وشك ارتكاب الخطأ نفسه مرة أخرى. توقعات نهاية عام 2015 هي 2.94 في المائة، لكن العائدات انخفضت بحدة إلى 1.78 في المائة منذ أول كانون الثاني (يناير) بسبب المخاوف من تراجع أسعار النفط.

في الواقع، أفادت أنباء هذا الشهر بأن الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة انخفض بنسبة 0.9 في المائة في كانون الأول (ديسمبر) مقابل توقعات بانخفاضه 0.1 في المائة، ما يثير تساؤلات حول مدى ترجمة الأسعار الرخيصة في محطة البنزين إلى زيادة بثقة المستهلكين.

كذلك تم تقلص توقعات السوق حول ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية كما يتم التعبير عنها في العقود الآجلة لأسعار الفائدة الرسمية من الاحتياطي الفيدرالي. وبحلول نهاية عام 2015 من المتوقع أن تكون أسعار الفائدة أقل من 0.5 في المائة، وربما تكون في مسلك جديد أعلى قليلا من النقاط الأساسية الحالية الواقعة بين صفر و25 نقطة أساس. ويقارن هذا بـ 0.5 في المائة على الأقل كانت متوقعة قبل شهر. وبحلول نهاية عام 2016 من المتوقع أن تستقر أسعار الفائدة عند نحو 1 في المائة، مقارنة بـ 1.5 في المائة كانت متوقعة قبل شهر.

فهل يعني هذا أن التحذيرات من قبل بعض مديري الصناديق بشأن حمام دم محتمل في أسواق السندات هذا العام ينبغي الآن تجاهلها؟

الشهر الماضي كتبت أن مديري الصناديق مثل بيل آيجن، رئيس العائد المطلق والدخل الثابت في بنك جيه بي مورجان لإدارة الأصول، وويزلي سباركس، رئيس الدخل الثابت الأمريكي في شرودرز، كانا يشعران بالقلق لأنه لم يكن هناك تفاوت كبير بين توقعات السوق لارتفاع أسعار الفائدة وتوقعات صناع السياسة في الاحتياطي الفيدرالي، التي كانت أكثر قوة بكثير. وقد تجلى هذا فيما يسمى الرسوم البيانية النقطية، حيث يقوم أعضاء لجنة السوق المفتوحة في البنك المركزي بإعداد توقعاتهم لأسعار الفائدة في نهاية السنوات الثلاث المقبلة. حذر آيجن من أن إشارات من مجلس الاحتياطي الفيدرالي وتسارع الاقتصاد الأمريكي دفعاه إلى تخصيص 60 في المائة من محفظته إلى الأموال النقدية، لأنه يتوقع أن تتعرض سوق السندات لبيع مكثف في عام 2015. وبمجرد أن يتم تصحيح السوق، فإنه يخطط لشراء سندات بأسعار أرخص، من شأنها في رأيه أن تعكس في ذلك الحين الأساسيات بشكل أكثر دقة.

وأشار إلى انخفاض معدلات البطالة في الولايات المتحدة وارتفاع التضخم وتحسين أرقام مبيعات التجزئة لتأييد حجته. لكن هذا كان قبل نشر أرقام مبيعات التجزئة لشهر كانون الأول (ديسمبر) التي فاجأت السوق، لأنها كانت ضعيفة جدا، ومؤشر الأسعار الاستهلاكية لشهر تشرين الثاني (نوفمبر) الذي أظهر تباطؤ التضخم إلى 1.3 في المائة، مقارنة بـ 1.7 في المائة في تشرين الأول (أكتوبر).

وأشار مشاركون آخرون في السوق وبعض قراء هذا العمود أيضا إلى أن الرسم البياني النقطي لأعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة مفيد فقط في حالة معرفتك النقطة التي تنتمي إلى جانيت ييلين، رئيسة البنك المركزي، لأنها تعتبر العضو الأكثر نفوذا، ولها صوت مرجح. ووفقا لبنك إتش إس بي سي، فإن نقطة ييلين هي بالقرب من أسفل الرسم البياني، ما يعني أنها على الجانب الحمائمي من الطيف، ومن المرجح أن تعارض الزيادات النشطة في أسعار الفائدة.

ستيفن ميجور، الرئيس العالمي لأبحاث الدخل الثابت في “إتش إس بي سي”، يعد واحدا من عدد قليل من المختصين الاستراتيجيين الذين كانت توقعاتهم حول السندات الأمريكية صحيحة في عام 2014، وهو يتوقع الآن أن يبلغ العائد لأجل عشر سنوات حتى نهاية عام 2015 نحو 2.5 في المائة، وهو رقم أقل بكثير من إجماع الآراء.

لكن مهما كان المعدل النهائي لآخر العام للعوائد على السندات الأمريكية، من المرجح للأسواق أن تكون متقلبة في الوقت الذي يناضل فيه الاستراتيجيون من أجل معرفة مدى مستويات الارتفاع التاريخي للديون ومدى التأثير الذي ستحدثه الآثار الكابحة في النمو نتيجة القوانين التنظيمية.

قد تكون هناك أيام أكثر شبها بالانهيار الخاطف الذي وقع في 15 تشرين الأول (أكتوبر). وإن لم يكن هناك حمام دم، فإن عام 2015 ربما يكون عاما دمويا مع ذلك.