أشارت مصادر فلسطينيّة لـ”السفير” إلى أنّ “لعبة الدم” فوق أرض مخيّم عين الحلوة أدّت إلى توتير أمني وقلق شديدين انعكسا سلباً على مجمل أوجه الوضع في عين الحلوة، كون عمليات الاغتيال التي وقعت كانت سياسية وبدوافع انتماء من طالتهم الى جهات حزبيّة – دينيّة ضمن المذهب الواحد.
وتتحدّث المصادر عن مخاوف تعمّ الشارع الفلسطيني من تفشّي هذا الظاهرة ويصبح الاغتيال السياسي في المخيم أمراً واقعاً على طريقة التصفية الجسدية وبدم بارد بعد توجيه التهمة للضحايا على أساس الاختلاف في الرأي أو الانتماء السياسي أو الديني، مستغربة أنّ “القوة الأمنية المشتركة” و “اللجنة الأمنية العليا المشرفة” على امن المخيم لم تحرّك ساكنا ولم تقم بأية مبادرة – ولو إعلامية – أو عملية مداهمة أو حتى استنكار.
وأكّد نائب المسؤول السياسي لحركة “حماس” في لبنان أحمد عبد الهادي أنّ “الفلسطينيين والقوى والفصائل وهيئات المجتمع المدني في المخيم استشعرت الخطر المحيط، ونحن الذين بادرنا في اللّجنة الأمنية الفلسطينية العليا المشرفة على أمن المخيمات الى طلب عقد الاجتماع امس الاول مع رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور”.
وأشار عبد الهادي لـ “السفير” إلى أنّ “شحرور وضع القوى والفصائل الفلسطينية في أجواء ما يرسم للمخيم من سيناريوهات احلاها مرّ. وأكّد أمام الجميع أنّ ملف شادي المولوي يتابع كحالة خاصة من قبل الأمنيين المعنيين، ناصحاً بعدم الإدلاء بأي موقف بشأنه من قبل الفصائل والتركيز على أمن المخيم الداخلي والجوار”.
ولفت الانتباه إلى أنّ “شحرور شدّد على أنّ ما يشهده المخيم حالياً من عمليات اغتيال وتصفيات دموية وعبوات ناسفة، عليكم أنتم (الفصائل) القيام بدور لوقف هذا المسلسل، والمطلوب أن تعالجوا هذه القضية الداخلية في قلب مخيمكم وبين سكانه قبل ان تستعر وتجر وبالاً على المخيم وأهله”.
وأكّد عبد الهادي ان “الوفد الفلسطيني وعد ببذل الجهود ومتابعة هذه القضية حتى النهاية وتفعيل دور القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة للقيام بدورها. كما أننا بادرنا فوراً وسنبادر إلى عقد الاجتماعات مع مختلف القوى والفئات في المخيم من أجل رفع الغطاء عن كل متهم او مطلوب بهذه القضايا”.
واعلن عبد الهادي “أن القوى والفصائل الفلسطينية شكّلت لجنة تحقيق خاصة مهمتها الكشف عن كل ملابسات الاغتيالات الاخيرة، وقررت اشراك المجتمع الأهلي المدني، فنحن لدينا نفس الهواجس وسنتعامل بحزم وجدية مع هذا الملف”.
وبشأن العبوة الناسفة التي اكتشفت امام أحد مراكز حركة “فتح” في المخيم، حذّر عبد الهادي “من دخول طرف ثالث على خط الفتنة بين حركة فتح اللجنة المركزية والمناوئين لهما في المخيم الذين يطلقون على انفسهم فتح الحركة الاصلاحية”. وشدّد على أن “الهوة بين الطرفين في المخيم تتسع وهذا ليس من مصلحة المخيم”، معربا عن خشيته من “وصول الأمر بينهما الى تأزم امني واجراءات ميدانية على الارض تزيد من مخاوفنا حول ما يرسم للمخيم”.