تقرير خالد مجاعص
عاشت كرة السلّة اللبنانيّة إحدى أجمل مبارياتها على الإطلاق في انطلاق مرحلة الجدّ في مرحلة الإياب من بطولة كرة السلّة اللبنانية، في صراع الشانفيل-الحكمة التاريخيّ في كرة السلّة. فإذا كان مراقبو اللعبة قد توقّعوا أن يكون اللقاء حماسيّاً ومثيراً، إنّما الأكيد أن أحداً لم يتوقّع أن يتحوّل اللقاء إلى مباراة تاريخيّة ومجنونة، لم تنته إلّا بطريقة دراماتيكيّة بعد شوطين إضافيّين وتعادل هيتشكوكيّ بسيناريو هستيريّ، هو الأجمل في تاريخ كرة السلّة اللبنانيّة.
فالشانفيل حسم اللقاء المجنون بنتيجة هجوميّة غير مسبوقة 138- 130، بحيث شاءت المباراة أن تكون ماراتونيّة بامتياز على طريقة مباريات البلاي أوفس في كرة السلّة الأميركيّة الـNBA، حيث لم تنته سوى بعد وقتين إضافيّين على طريقة أفلام الرعب التي استنفدت أعصاب الجماهير قبل اللاعبين.
ففي قراءة باردة لما عاشته من حماوة، تلك الموقعة بين فريقين أثبتا أن كرة السلّة اللبنانيّة هي الفائزة هذه الليلة، كان مستوى المباراة من الناحية التقنيّة والتكتيكيّة بمستوى أبرز البطولات الأوروبيّة.
فالفريقان سجلّا معاً مجموع 268 نقطة، بمعدل نحو 6 نقاط في كلّ دقيقة من المباراة التي استغرقت خمسين دقيقة لعباً وساعتين ونصف الساعة وقتاً، ممّا جعلها أيضاً اللقاء الأطول في تاريخ البطولة اللبنانيّة والأكثر تهديفاً . فتلك الأرقام هي أرقام غير مسبوقة في لقاء حطّم كلّ الأرقام القياسيّة مع تسجيل تيريل ستوغلن 74 نقطة ( من بينها 14 رمية ثلاثيّة)، وهو أعلى رقم في تاريخ كرة السلّة اللبنانيّة، اذا لم نحتسب نقاط محمّد عكاري الـ113 في سلّة نادي بجّه من موسمين في تاريخ 10 نيسان 2012 عندما خاض بجّه هذا اللقاء بلاعبين ناشئين مع امتناع فريقهم الأوّل عن خوض اللقاء. فتيريل ستوغلين برهن أنّه عن حقّ ماكينة تهديفيّة لا يمكن لأحد إطلاقاً وقفها، ولكن في المقابل ليست أيضاً سلاحاً فتّاكاً ذس حدّين، فقد يسجّل 74 نقطة لوحده من دون أن يسمح لفريقه بالفوز كون وجوده يغيّب الأسلحة الهجوميّة الأخرى كإيلي إسطفان ، رودريك عقل و بدرجة اٌقل ايلي رستم، حيث لم يظهروا ومنذ انضمام ستوغلن إلى الفريق الأخضر بأنّهم من نجوم كرة السلّة اللبنانية . وممّا لا شك فيه أنّ غياب جوليان خزّوع عن فريقه أثّر في شكل سلبيّ على دفاعات الفريق، خصوصاً من ناحية الارتكاز. ويبقى أخيراً من ناحية الحكمة تسجيله 21 رمية ثلاثيّة ناجحة من أصل 50 محاولة وهذه أيضاً أرقام يجب التوقّف معها.
من ناحية الشانفيل، قدّم النجم الجورجي نيكولوس مباراة خياليّة فسجل 52 نقطة ومعها 22 ريباوند وحصل على علامة 73 effecency أيّ معدل تميز وهو رقم غير مسبوق ساهم في تعزيز رقمه في صدارة بطولة لبنان كأفضل لاعب mvp البطولة. وقد برهن الشانفيل في هذا اللقاء أنّه الحصان الأسود في البطولة اللبنانيّة وأنّه الفريق المتكامل فنيّاّ وتقنيّاّ وإداريّاّ وجماهيريّاّ ليكون الأقرب لمحاولة عرقلة أحد قطبي اللعبة الرياضي أو الحكمة لاسترجاع لقب بطولة لبنان في كرة السلّة 2012 . ففي النهاية وبملّخص سريع يمكننا تشبيه فريق الرياضي بريال مدريد ، الحكمة ببرشلونة والشانفيل بأتلتيكو مدريد ومعهم البطولة اللبناني بالليغا الاسبانية لتكون الأجمل والاكثر اثارة في كرة السلة الأسيوية.