IMLebanon

السياسة: إيران تنتقل إلى خوض المعركة مباشرة

HEZBOLLAH-AND-IRAN

بقدر ما هي خطيرة وتصعيدية مواقف الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، إلا أن الأخطر منها هو الحضور الإيراني اللافت في لبنان خلال الأيام الماضية، لأنه يعني بشكل لا لبس فيه، أن إيران انتقلت من خوض معاركها في الشرق الأوسط مواربة وبالواسطة، إلى الإشراف المباشر، لا بل والمشاركة بقوات إيرانية.

هذا ما تؤكده زيارة قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” قاسم سليماني إلى بيروت، حيث أعطى الضوء الأخضر لعملية مزارع شبعا، ثم لاحقاً زيارة رئيس لجنة الأمن في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي الذي قدم خصيصاً، للمشاركة في المهرجان الخطابي لنصر الله، وهذا يعني تبنياً كاملاً للمواقف التي أطلقها.

وأكد خبير في الشؤون الستراتيجية لـ”السياسة” أن عملية القنيطرة كانت رسالة إسرائيلية لإيران و”حزب الله” بأن الجولان خط أحمر، فجاء رد طهران عبر الحزب، بأن كل الخطوط الحمراء سقطت، وهذا ما قصده نصر الله بالقول إنه لن يعترف مستقبلاً بقواعد الاشتباك السابقة، وبأن كل الجبهات مفتوحة أمامه، “وهذا تطور خطير للغاية، إذا مضى “حزب الله” في تعزيز تواجده في الجولان السوري، والقيام بعمليات عسكرية من هناك، تحت ذريعة أن إسرائيل تدعم “جبهة النصرة” في تلك المعركة، وتستقبل جرحاها في المستشفيات الإسرائيلية”.

ومن ناحية ثانية، فإن تهديد نصر الله بالرد على أي اغتيال أمني في المستقبل في أي مكان وزمان، يعني أنه سيفتح المعركة خارج لبنان، بعمليات اغتيال لإسرائيليين في أنحاء العالم، لأن الاغتيال داخل إسرائيل سيكون متعذراً، وهذا سيشكل نقلة نوعية في العمل الأمني للحزب، في استعادة لنشاطات الفرع الخارجي، الذي تم توقيف أحد مسؤوليه، محمد شوربا، بتهمة العمالة لإسرائيل.

بعد عملية مزارع شبعا مباشرة، اعتقد المراقبون أن إسرائيل و”حزب الله” اكتفيا من المواجهة المحدودة، أي عملية مقابل عملية، وبالتالي فإن الجبهة ستهدأ لوقت طويل، إلا أن خطاب نصر الله ذهب في الاتجاه المعاكس، فهل هذا يعني أن يحضر لحرب جديدة تعيد خلط الأوراق في المنطقة? الخبير الستراتيجي أكد أن الموقف على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية أو الحدود السورية – الإسرائيلية، رهن بقرار طهران التي تعتقد أنها تستطيع الاستمرار في التحكم بهذه الجبهة، كورقة ضغط على طاولة التفاوض النووي، ولكن ما تغفله أن إسرائيل أيضاً تملك هذه الورقة، وقد تستخدمها في الاتجاه المعاكس، وهنا يقع لبنان مجدداً رهينة الحسابات الإقليمية، من دون النظر إلى مصلحته العليا وأمنه واستقراره.