اشارت صحيفة “الراي” الكويتية الى لنها زارت منزل أحد الناجين من تفجير الباص في دمشق وهو مصطفى حميّة في منطقة الشيّاح في الضاحية الجنوبية، فوصف لحظة التفجير بأنها «أسرع من البرق»، قائلا: «لم نشعر سوى بضوء أبيض قوي ثم دوي إنفجار وغبار ملأ الحافلة ولم نستوعب شيئاً إلا بعد وصولنا إلى لبنان، ما حصل كان بمثابة كابوس».
وأضاف: «إنتهينا من زيارة مقام السيّدة رقيّة في سوق الحميدية وبطريق العودة صعدت النساء أولاً وجلسن في الخلف (وهذا السبب الرئيسي لعدم إصابة النساء بهذا التفجير)، وقد تأخر راكب لدقائق في داخل السوق وحين دخلنا جميعاً إلى الباص وقع الانفجار ولم نستفق من الصدمة إلا بعد ساعتين».
أما هدى الأتات والتي كانت أول الصاعدين إلى الباص مع إبنتها وشقيقتها فكانت تتحدث إلى الأخيرة و«وقعت المصيبة». وعن هذه اللحظة المرعبة تقول: «زرنا مقامَ السِتّ رقيّة، وصعدنا إلى الباص، وجَلسنا في المقاعد الخلفيّة، وما هي إلّا ثوانٍ حتّى دوّى الانفجار، فتكسّرَت النوافذ ووقعنا أرضاً، ولم نعُد نعلم بشيء، ومن شدة خوفي أغمضت عيناي ووضعت وجهي بين كفّي كي لا أرى شيئاً، لكنني بعد دقائق فقط ووسط الركام والدخان فتحت عيني لأطمئن على عائلتي وجيراني فرأيت الدماء تسيل على نوافذ الباص وأرضيته، والأشلاء متناثرة أرضاً، دارت بي الدنيا ولم اتمالك نفسي إلا عند وصولي الحدود اللبنانية».
وقال صديق لأحد قتلى التفجير محمد أيوب وهو ينتظر وصول جثمانه قرب مركز الحملة في منطقة المشرفيّة بالضاحية الجنوبية لـ«لراي»: «كان لديه إحساس كبير بأنه لن يعود إلى لبنان، إذ أرسل لي تسجيلاً صوتياً عقب الإنتهاء من زيارته للسيّدة زينب وقبل ساعة واحدة من إستشهاده، يقول فيه أنه سيموت شهيداً، وأنه لا يريد أن ينعيه أصدقاؤه على مواقع التواصل الإجتماعي ولا يريد عبارات الحزن»، ويضيف: «اعتقدتُ كلام محمد مجرّد دعابة، كما يفعل البعض عادة من باب الإختبار العاطفي، إلا أن هذا التسجيل أصبح واقعاً مؤلماً بعد ساعة فقط».
والد محمد، حسين أيوب، كان ينتظر أمام مستشفى «بهمن» في الضاحية الجنوبية. كان متماسكاً ويبدو قوياً امام عدسات الصحافيين وأسئلتهم، وفي تصريح مقتضب «الراي» أكّد انه سعيد وحزين في آن فـ«محمد دؤوب على خدمة اهل البيت، ومنذ طفولته وهو يزور الحوزات العلمية والمساجد ويعشق الزيارات المقدسة إلى العراق وإيران وسورية، وكان يتمنى الإسشتهاد والله عزّ وجلّ أذاقه ما طلب».
وغصّت مداخل مستشفييْ «بهمن» و«الرسول الأعظم» بأهالي وأقارب وأصدقاء الضحايا، إلا انه بعد الإعلان عن وصول الحافلة التي تقل الناجين والجرحى، تبيّن أن جروح غالبيتهم طفيفة ولا تستدعي المكوث في المستشفى.
وصباح امس لم يكن الأمر أقل وطأة على زوّار الحملة، فبعد ساعات من لحظات الرعب التي عايشوها وبعد إستيعابهم خبر مقتل 6 من مرافقيهم في الحملة كان الحزن الشديد بادياً على وجوه معظمهم.