يستكمل مشهد بواخر البطاطا المصرية التي ترسو منذ يومين عند المرافئ اللبنانية مع صُوَر مزارعي البقاع الذين يستمرون في قلع موسمهم الزراعي من البطاطا في القاع، من دون معرفة وجهة التصريف ان كانت داخلية أو خارجية.
يرى المزارع أحمد الترشيشي أن “ما يمرّ به المزارعون أصعب ما مرّوا به في تاريخهم الزراعي”، سائلاً بحسرة وألم عن كيفية تصريف إنتاجه الذي يشرف على قلعه في القاع في ظل إقفال أسواق التصريف الداخلية والخارجية.
لم يفلح مزارعو البطاطا في تأخير دخول البطاطا المصرية الى لبنان التي جرت العادة ان يسمح بدخولها بدءا من أول شباط وحتى منتصف آذار من كل عام، إلا ان المستوردين وعدوا حسبما يقول رئيس نقابة مزارعي البطاطا في البقاع جورج الصقر بتأخير دخولها 5 أيام لا غير، بحجة الفحوصات المخبرية، لعل هذا التأخير يساهم باستهلاك جزء كبير مما تبقى من إنتاج بطاطا يقدره الصقر بأكثر من 10 آلاف طن. وهذا الامر يعد سابقة في تاريخ زراعة البطاطا في لبنان، اذ لم يعهد من قبل تكدس مثل هذه الكميات في مثل هذه الأوقات.
حسبما يقول احمد الترشيشي فإنه “مع سريان دخول البطاطا المصرية الى لبنان تتعرض كل كمية البطاطا اللبنانية الى الكساد وإلى انخفاض أسعارها لتتماشى مع أسعار البطاطا المصرية التي تعد منخفضة مقابل كلفة إنتاج البطاطا اللبنانية، علما أن خسارة مزارع البطاطا في كل دونم، وفق الترشيشي، تتجاوز ما قيمته 500 دولار، لا سيما ان موسم العام الماضي يعدّ من أغلى المواسم الزراعية”.