إيلي قهوجي
4 شباط 2015
الاجواء الضبابية المخيمة على البلاد لا تزال تلقي بثقلها على الاسواق المالية اللبنانية مع استمرار المستثمرين في تجاهل مساعي التهدئة التي تبذل لتحصين التقارب بين المكونات اللبنانية بغية احتواء تداعيات الاحداث الامنية الخطيرة تحسبا لارتداداتها السلبية على الاقتصاد. وترجم ذلك أمس ايضا تباعدا بين العروض والطلبات على الصكوك المالية المدرجة على لوائح بورصة بيروت، فلم يقيض الا لعدد محدود منها ان يلتقي اما من خلال صفقة خاصة ظرفية أم وفقا لقاعدة العرض والطلب. ففي المجال الاول تبودل 104434 سهما عاديا من بنك بيبلوس دفعة واحدة بسعر حدد بالتراضي بين البائع والشاري بـ1,67 دولار في مقابل 1,64 دولار أول من أمس في قطاع المصارف الذي شهد في المجال الثاني ارتفاعا في اسعار شهادات ايداع بنك عودة من 6,50 الى 6,70 دولارات واستقرارا في أسعار أسهم “بلوم بنك” التفضيلية – 2011 على 10,20 دولارات وفي أسعار أسهم بنك بيروت المدرجة على 18,40 دولارا والتفضيلية – I على 26,00 دولارا. وفي المجال الاخير تراجعت أسعار اسهم سوليدير بفئتيها “أ” من 10,96 الى 10,90 دولارات و”ب” من 10,97 الى 10,85 دولارات واستقرت اسهم هولسيم على 15,00 دولارا.
وتبعا لذلك اقفل مؤشر بلوم بنك للأسهم اللبنانية بارتفاع نسبته 0,27 في المئة على 1175,19 نقطة في سوق هادئة على ترقب تبودل فيها 179611 صكا قيمتها 1,094,518 دولارا في مقابل تداول 711637 صكا قيمتها 12,142,451 دولارا اول من أمس.
في الخارج، واصل الاورو ارتفاعه ليسجل أعلى مستوياته ازاء الدولار منذ اسبوعين عند عتبة الـ1,1500 دولار في تطور عزاه خبراء القطع الى تفاؤل المستثمرين باحراز المسؤولين اليونانيين الجدد نجاحاً في مسعاهم لانقاذ بلادهم من أزمة مديونيتها الخانقة بما يجنبها التوقف عن ايفاء ديونها السيادية البالغ مجموعها 315 مليار أورو أي ما يوازي 175 في المئة من ناتجها الداخلي الاجمالي، على رغم تباين وجهات النظر بين دائنيها حيال اعادة جدول هذه الديون وتخفيف الاجراءات التقشفية التي التزمتها الحكومة السابقة والتي تلاقي معارضة شديدة في الشارع اليوناني. وأدى ذلك الى تجاهل المستثمرين أمس تزايد تراجع أسعار الانتاج في منطقة الأورو في كانون الأول بنسبة 1٫00 في المئة شهرياً و2٫7 في المئة سنوياً بما يؤكد وقوعها في انكماش الأسعار المسيء كثيراً إلى النمو الاقتصادي، وقت جاء هبوط الطلبات الصناعية في الولايات المتحدة بنسبة 3٫4 في المئة في الفترة عينها الى دعم الأورو الذي أقفل في نيويورك بـ 1٫1485 دولار في مقالب 1٫1340 أول من أمس، في تطور جعل أونصة الذهب تقفل بـ 1261٫50 دولاراً في مقابل 1275٫00 في الفترة عينها.
وانعكست الآمال في توصل اليونان ودائنيها الى اتفاق على حل أزمة ديون هذا البلد بعد تخليه عن دعوته الى شطب الخارجية منها ومبادلتها بسندات مرتبطة بالنمو وحماية السندات المملوكة في القطاع الخاص ارتفاعاً في أسواق الأسهم في منطقة الأورو بما بين 11٫27 في المئة في أثينا و0٫52 في المئة في بروكسيل. الى ذلك، جاء صعود أسعار النفط ليدفع الأسهم الأميركية الى الارتفاع، فاقفل مؤشرا داو جونز الصناعي وناسداك بزيادة 305٫36 نقاط على 17666٫40 نقطة و51٫05 نقطة على 4727٫74 نقطة توالياً.