عانت بورصة بيروت أمس أكثر من اي وقت مضى تردد المتعاملين في مقاربة الصكوك المالية المدرجة على لوائحها في كل ما يتعدى تلبية حاجات البعض من السيولة بيعاً لكميات محدودة منها كلما وجد من يشتريها بالاسعار المعروضة بها، في ظل استمرار الاحتقان السياسي في البلاد. وأفادت من هذه العمليات المألوفة، بعدما غابت الصفقات الخاصة التي كانت تنعش السوق بين الحين والآخر، أسهم “سوليدير” التي تقلبت اسعارها بين أعلى على 10,97 دولارات وأدنى على 10,82 دولارات الى ان اقفلت الفئة “أ” منها بـ10,83 في مقابل 10,90 والفئة “ب” بـ10,85 كما اول من امس في قطاع اعادة الاعمار والتطوير العقاري، وقت ارتفعت اسعار اسهم “بنك عوده” المدرجة من 6,11 الى 6,42 دولارات وشهادات الايداع العائدة اليه من 6,70 الى 6,90 دولارات، وتلك العائدة الى “بنك بيبلوس” من 76,50 الى 77,00 دولاراً والذي تراجعت اسعار اسهمه العادية الى 1,66 دولار لتستقر اسعار اسهم “بنك بيروت”، التفضيلية – H على 26,25 دولاراً وI على 26,00 دولاراً وتتراجع اسعار شهادات ايداع “بلوم بنك” من 10,00 الى 9,96 دولارات في قطاع المصارف.
وتبعا لذلك، اقفل مؤشر “بلوم بنك” للاسهم اللبنانية بارتفاع نسبته 0,97 في المئة على 1186,63 نقطة، في سوق ضعيفة تبودل فيها 61871 صكاً قيمتها 683065 دولاراً، في مقابل تداول 179611 صكاً قيمتها 1,094518 دولاراً أول من أمس.
في الخارج، عانى الاورو جني ارباح عليه في اسواق القطع العالمية غداة المكاسب الملحوظة التي حققها أول من أمس وجعلته يلامس فترة صعوداً عتبة الـ1,15 دولار، فاتجه نزولاً الى ما دون 1,14. جاء ذلك أمس تحسباً من المتعاملين لما ستفضي إليه الاتصالات التي يجريها المسؤولون اليونانيون الجدد مع دائنيهم الكبار ومع صندوق النقد الدولي والمصرف المركزي الأوروبي لمعالجة أزمة مديونية اثينا الضخمة لإعادة جدولتها بما يخفف الاجراءات التقشفية التي سبق للحكومة اليمينية أن التزمتها مما أفضى الى استبدالها بأخرى يسارية بعد انتخابات عامة. وأدى ذلك أمس الى تجاهل المستثمرين ما صدر من بيانات اقتصادية مشجعة في منطقة الأورو مع ارتفاع مبيعات المفرقة فيها بنسبة 0,3 في المئة في كانون الأول الى 0,7 في المئة في تشرين الثاني شأن مؤشر مديري المشتريات فيها الخاص بقطاع الخدمات من 51,6 نقطة في كانون الأول الى 52,7 في كانون الثاني والذي لم يرتفع في الولايات المتحدة الى اكثر من 56,7 نقطة من 56,5 في الفترة عينها بالتزامن مع تراجع فرص العمل التي استحدثها القطاع الخاص الاميركي بحسب مؤسسة ADP من 252 ألفاً الى 213 ألفاً في الفترة نفسها، أذ اقفل الاورو في نيويورك بـ1,1385 دولار في مقابل 1,1485 أول من أمس، في تطور جعل أونصة الذهب تقفل بـ1264,55 دولاراً في مقابل 1260,50 في هذه الفترة.
في غضون ذلك، حافظت الأسهم الأوروبية على مكاسبها بدعم من نتائج فصلية قوية لشركات عدة ومصارف الى آمال في توصل اليونان الى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي على ديونها، فأقفلت بورصات منطقة الأورو بمزيد من الارتفاع راوح بين 0,89 في المئة في اثينا و0,19 في المئة في فرانكفورت. وتوقفت الأسهم الأميركية عن الارتفاع عقب صعود مدة يومين متأثرة سلباً بتراجع أسعار النفط وببيانات مخيبة سوق العمل، فأقفل مؤشر ناسداك بتراجع 11,04 نقطة على 4716,70 نقطة، فيما اختصر مؤشر داو جونز الصناعي مكاسبه بـ6,62 نقاط على 17673,02 نقطة.