نفى مسؤولون في موسكو صحة التقارير الصحفية التي أشارت إلى أنّ روسيا تتفاوض مع السعودية بشأن صفقة تتراجع فيها روسيا عن دعمها للرئيس السوري بشار الأسد، مقابل قبول الرياض للحد من المعروض من النفط في الأسواق الدولية من أجل دفع الأسعار إلى الارتفاع.
وقال دميتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن ما ورد في تقرير صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية حول وجود تلك المفاوضات بين البلدين دون الوصول إلى اتفاق “لا يعدو كونه مجرد افتراء واختلاق”، بعدما أشارت الصحيفة إلى أنّ المسؤولين السعوديين يعتقدون أنّ لديهم “بعض النفوذ على بوتين بسبب قدرتهم على الحدّ من المعروض من النفط، وهو ما سيدفع الأسعار إلى الارتفاع.”
واعتبرت الصحيفة أن السعوديين يضغطون على موسكو من خلال إمساكهم بورقة الحد من إنتاج النفط في المملكة، وهو ما من شأنه أن يرفع أسعار النفط ويخفف بالتالي من بعض المشاكل الاقتصادية التي تواجهها روسيا، مرجحة ألا تحد السعودية من إنتاج النفط إلاّ في حال وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التوقف عن دعم بشار الأسد في سوريا.
وقد استدعى التقرير ردًا ثانيًا من رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما ورئيس الوفد الروسي في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا أليكسي بوشكوف الذي قال إن المعلومات بشأن تلك المفاوضات “عارية من الصحة.”
وتعتبر موسكو الحليف الأبرز لدمشق على الساحة الدولية، وقد سبق أن أجهضت محاولات عدة لإصدار قرارات دولية ضدها في مجلس الأمن باستخدام حق “الفيتو”، وتتهم المعارضة السورية، التي تدعمها السعودية ودول أخرى، روسيا بأنّها صاحبة الدور الدولي الأكبر في دعم الأسد سياسيا وماديا، غير أنّ قدرات روسيا الاقتصادية تعرّضت لأضرار مؤخرًا بعد تراجع أسعار النفط وتدهور الروبل.