IMLebanon

سليمان يحذر من “لحس المبرد”

michel-sleiman1

 

 

 

لا بوادر خرق يُذكر في جدار الشغور بعد الجولة اللبنانية الأخيرة لمدير قسم شمال أفريقيا والشرق الأدنى في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو وفق ما تواتر من أجواء وأصداء سياسية غداة انتهاء الجولة التي وصفها الرئيس ميشال سليمان بـ«الاستطلاعية»، راوياً لصحيفة «المستقبل» وقائع لقائه الموفد الفرنسي فقال: «جيرو أتى إلى لبنان، متسلّحاً بـ«استيعاب» سعودي وإيراني وفاتيكاني، ليسأل عن السبل التي يمكن أن تؤدي إلى انتخاب رئيس، موضحاً أنّ السعوديين أكدوا له أن الاستحقاق الرئاسي اللبناني بيد المسيحيين، كما نقل عن الإيرانيين إشارتهم في معرض إبداء اهتمامهم بإنجاز هذا الاستحقاق إلى أنّ القرار بشأنه مرهون بخيارات حلفائهم اللبنانيين مع الإعراب في الوقت عينه عن تفضيلهم اتفاق المسيحيين على الرئيس العتيد». وأضاف سليمان: «حينها قلتُ له إنه جواب طبيعي من الدول الخارجية تعبيراً منهم عن عدم الرغبة في التدخل باستحقاق دستوري لبناني، لكنّ اللوم يقع على الأطراف الداخلية» في الموضوع الرئاسي.

 

وأردف سليمان متوجهاً إلى الموفد الفرنسي بالقول: «إذا كان المسيحيون مسرورين بفكرة أنهم هم من يقع على عاتقهم اختيار الرئيس فهم حتماً مخطئون في حساباتهم»، محذراً إياهم من مغبة «لحس المبرد» في هذا المجال «لأنّ رئيس الجمهورية هو رئيس لكل لبنان وليس رئيساً للمسيحيين فقط، ولذلك هو مَن يُقسم اليمين الدستورية بينما لا يقوم بهذا القسم لا رئيس مجلس النواب ولا رئيس الحكومة»، وأردف: «ما حدا يغلّط» بمقاربة هذا الموضوع، فالرئيس الذي يؤيده المسلمون وغيرهم من المواطنين من مختلف الطوائف أفضل من رئيس يؤيده جزء كبير من المسيحيين فقط»، مضيفاً: «نظرية اتفاق المسيحيين على رئيس طبعاً «خبرية حلوة» في الشكل لكن في الواقع ليس عليهم أن يستسيغوها كثيراً، لأنّ مقاربة رئاسة الجمهورية من هذه الزاوية يعطي المقاطعين حجة للمقاطعة، وأكثر من يتضرّر من معادلة رمي كرة الرئاسة في ملعب المسيحيين هم المسيحيون أنفسهم».

 

توازياً، شدد سليمان في حديثه لـ«المستقبل» على أهمية «ألا يسير الأفرقاء المسلمون بهذه المعادلة والقول كل من جهته نحن نسير بما يسير به حلفاؤنا المسيحيون، لأنهم يكونون بذلك يساعدونهم على التعطيل وليس على الانتخاب، بينما المطلوب منهم عكس ذلك تماماً مساعدة المسيحيين على الانتخاب لا التعطيل»، معرباً عن اعتقاده بأنّ «المسيحيين لن يصلوا إلى اتفاق رئاسي، وفي هذه الحال يعني عدم اتفاقهم عدم انتخاب رئيس للجمهورية وعدم المحافظة تالياً على الأقليات في كل الشرق وليس في لبنان فحسب».

 

وإذ أشار إلى أنّ جيرو أبلغه في ختام اللقاء أنه عائد إلى الفاتيكان للقاء البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي ولكي يبحث مع المسؤولين هناك «إمكانية لعبهم دوراً معيناً في سبيل حلحلة الأزمة الرئاسية اللبنانية»، لفت سليمان إلى أنه حينئذ أجاب الموفد الفرنسي قائلاً: «هذا أمر عظيم لكن أتمنى ألا تقتصر مهمة الفاتيكان في هذا المجال على الطلب من المسيحيين الاتفاق على رئيس، إنما الطلب منهم النزول إلى مجلس النواب لانتخاب الرئيس».