Site icon IMLebanon

الذكرى العاشرة لاستشهاد الحريري: عقد من الزمن على جريمة العصر

rafik hariri

تختلف الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه عمّا سبقها من محطات في الشكل والمضمون. ففي الشكل هي بكل بساطة المحطة العاشرة، الأمر الذي يجعل رمزيتها واضحة، كونها تشكّل عقداً من الزمن على جريمة العصر التي أدخلت لبنان في مرحلة سياسية جديدة ونشأ بموجبها ميزان قوى جديد.

وأمّا في المضمون فأهمّيتها تكمن في الآتي:

أوّلاً، كلام الحريري يأتي بعد انطلاق الحوار بين “المستقبل” و”حزب الله”، والذي كانت أولى ترجماته العملية نزع الشعارات الحزبية والدينية، وهذه المرة الأولى منذ حوار العام 2006 التي يُنفّذ فيها ما يتمّ التوافق حوله.

ولكن ما يميّز الإطلالة المنتظرة عن الحوار هو أنّها ستتطرّق لكل الملفات الخلافية التي تمّ تغييبها عن هذا الحوار، من المحكمة الدولية إلى قتال الحزب في سوريا وصولاً إلى الالتزام بالقرارات الدولية وفي طليعتها القرار 1701، وعلاقات لبنان العربية.

وعلى رغم ما تتطلّبه المناسبة من شدّ عصَب ووضوح في الموقف، ولكن من غير المتوقع أن تنعكس على المسار الحواري الذي انطلق أساساً بمبادرة من الرئيس الحريري، وهو الأحرص على استمراره تخفيفاً للتشنّج المذهبي، بل سيؤكّد الحريري على تمسّكه بهذا الحوار، على غرار “حزب الله”.

ثانياً، صعود التطرّف السنّي في العالمين العربي والغربي والحاجة إلى أصوات قيادية معتدلة تطَمئن الشارع الغربي من الإسلاموفوبيا والشارع العربي من رجاحة كفّة الاعتدال، يجعل من إطلالة الحريري حاجةً ماسّة في هذه اللحظة بالذات.

ثالثاً، الفراغ الرئاسي الذي ينعكس سلباً على انتظام عمل المؤسسات، كما على الدور المسيحي في ظلّ المخاوف المسيحية المتصلة بما شهدَته السنة المنصرمة من ظلاميّة بحقّ المسيحيين المشرقيّين، سيكون في صلب كلام الحريري الذي سيجدد موقفه من ضرورة انتخاب رئيس جديد، وحِرصه على الحضور المسيحي المشرقي.

رابعاً، التصدّي للإرهاب على الحدود وفي الداخل ودعم الجيش اللبناني ومتابعة الهبة السعودية ستكون في صميم خطاب الحريري الذي جازفَ بأمنِه في الصيف الماضي من أجل التأكيد على أولوية مواجهة الإرهاب حفاظاً على الاستقرار في لبنان.

خامساً، إعطاء جرعة دعم للحكومة التي يشكّل التوافق داخلها المظلّة الوطنية لحماية الاستقرار ومَنح الجيش الضوء الأخضر للقيام بمهامّه ومسؤولياته.

سادساً، التأكيد على انتساب لبنان إلى الشرعيتين العربية والدولية، والحرص على عدم تعريض علاقات لبنان مع أيّ دولة عربية أو غربية.

فمناسبة 14 شباط ستشكّل بهذا المعنى محطة مفصلية على أكثر من صعيد ومستوى، ولعلّ أبرزها أنّها رافعةٌ للاعتدال في لبنان والخارج، ودعوةٌ إلى السلام اللبناني.

وفي سياق متصل، وبعد انتهاء مناسبة 14 شباط، ستنطلق التحضيرات العملية لمناسبة 14 آذار التي ستشكّل بدورها محطة مهمّة، وقد بدأت الاجتماعات التحضيرية والمشاورات من أجل الاتفاق على مضمون البرنامج والخطوات المقبلة.