رأت اوساط واسعة الاطلاع في بيروت لـ”الراي” ان “فك الاشتباك” الاقليمي في لبنان الذي يترجمه حوار “تيار المستقبل” – “حزب الله” يرجح ان يبقى صامداً على قاعدة “ممنوع السقوط في اللا استقرار”، ولكن الملف الرئاسي الذي كان هناك “بصيص أمل” في امكان “اجتراح معجزة” لإخراجه من المأزق من خلال “اللبْننة”، دخل في ظلّ الحدَث اليمني خصوصاً ومع اقتراب شهر اذار “المفصلي” في ما خص النووي الايراني في دائرة أكثر تعقيداً من “حسابات النفوذ” التي تتحكّم بالمنطقة والصراعات فيها.
وثمة انطباع في هذا السياق بأن طهران “الممسكة” بمفاصل الواقع اللبناني عبر “حزب الله” ليست في وارد التساهل والإفراج عن الاستحقاق الرئاسي في سياق تفاهم مع السعودية قبل اتضاح أفق الملف النووي الذي سيستتبع عملية “ترسيم نفوذ” ايران في المنطقة التي باتت تتحكّم بمفاتيح الواقع اليمني بعد العراقي واللبناني (وإن من خلال الوهج العسكري لحزب الله). اما السعودية فهناك اقتناع بأنها لن تكون في وارد التساهل لجهة مباركة وصول ايّ اسم للرئاسة اللبنانية يمكن ان يُشتمّ منه السماح لطهران بتكريس تفوّقها في “بلاد الأرز”.
وفي ضوء هذه الوقائع، بدا اللقاء الذي عُقد في الفاتيكان بين البابا فرنسيس والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، على أهميته في الشكل، مجرّد محاولة جديدة لإحداث اختراق في الملف الرئاسي، وسط تقارير اشارت الى ان البابا وعد الراعي بإطلاق سلسلة اتصالات دولية حول الأزمة الرئاسية، لكن من دون أوهام داخلية على امكان ان ينجح رأس الكنيسية الكاثوليكية والبطريركي المارونية في فتح اي ثغرة على هذا الصعيد.