IMLebanon

المستقبل: إسرائيل تخشى حرباً مباغتة على “عدة جبهات”

israeli-army

تبدو إسرائيل مهجوسة بتداعيات “ما بعد بعد” غارة القنيطرة وعملية مزارع شبعا وما رسمته الغارة والعملية من معادلات جديدة على خطوط النار الحدودية مع لبنان والجولان، وسط توقع مسؤوليها ومحلليها العسكريين “تصعيداً جديداً في القريب العاجل” يدفع الأمور نحو “انفجار الوضع مع أي صاروخ جديد أو عبوة ناسفة جديدة”، معربين في هذا المجال عن الخشية الإسرائيلية من اندلاع حرب مباغتة على “عدة جبهات” تشمل غزة ولبنان وسوريا.

وبحسب المواقف والتحليلات الإسرائيلية التي رصدتها “المستقبل”، فقد برز قول وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون في مقابلة مع القناة العاشرة الإسرائيلية: “ما جرى وراء ظهورنا لكن الأخطر ما هو قادم”، وذلك رداً على سؤال عن عملية مزارع شبعا الأخيرة. وأبدى يعلون في هذا السياق خشيته من أن “الأوضاع عند الحدود الشمالية مع لبنان وسوريّا، تتجه إلى مزيد من التوتر، وتسير في اتجاه تصعيد عسكري جديد في القريب العاجل”، موضحاً أن “هذا الاعتقاد نابع من معلومات أمنية وتصرفات سياسية لدى الطرف الأخر”، في إشارة إلى “حزب الله” وحلفائه الإقليميين. وأردف: “أرى بأم العين حالة التوتر المتصاعد التي ستؤدي إلى خطوات عدائية في القريب العاجل مع “حزب الله”، حيث تتجه الأمور إلى تصعيد تدريجي”.

وفي حين أكد أنّ “الأوضاع عادت إلى الهدوء، والأمر منوط بالطرف الأخر”، لكن يعلون لفت في الوقت عينه إلى أنّ “حزب الله” والنظام السوري وإيران من خلفهما “يحاولون خلق معادلة جديدة عند الحدود، ما ينذر بالتصعيد في أي لحظة مع وقوع أول عملية أمنية”. وأضاف: “إسرائيل تعتقد أن “حزب الله” سيحاول مواصلة استعداداته لإقامة جبهة في هضبة الجولان، وهذا يشكل تهديداً على المدى الطويل”.

إلى ذلك، تحدث يعلون خلال المقابلة عن التوتر والتدهور الشديد في العلاقات الإسرائيلية- الاميركية، قائلاً: “أكره أن تتضرر العلاقة. هي ليست جيدة ولكن ما نقوم به هو عدم الاستسلام لاملاءات في المجال الأمني”، مضيفاً: “إسرائيل تفهم بشكل جيّد للغاية، وربما أفضل من غيرها من الدول الغربية، خطر حصول إيران على الأسلحة النووية”.

وفي السياق نفسه، أبدى رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس قلقه حيال الوضع الأمني الذي تعيشه إسرائيل، معرباً عن الخشية من “اندلاع حرب على جبهات عدة، بدءاً من قطاع غزة، مروراً بالحدود الشمالية مع لبنان”، وأوضح أن “إسرائيل كادت أن تنزلق إلى تصعيد خطير ضد “حزب الله” لو تمكّن الحزب من قتل عشرة جنود في عملية مزارع شبعا”، لافتاً إلى أنّ “الجنود المستهدفين تفرّقوا في اللحظة الأخيرة ما حال دون سفك دماء أكثر”. وأردف: “لو قُتل عشرة جنود لاضطررنا إلى الرد، وعندها سيردّ “حزب الله” وسنتدحرج معاً إلى حرب جديدة”.

بدوره، نقل المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل عن مصادر إسرائيلية سياسية وعسكرية قولها إن “السياسيين والعسكريين في إسرائيل يأخذون منذ سنوات عدة، تصريحات الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، بجدية وبأهمية بالغة، لكنّهم شطبوا بعض أقواله الأخيرة لأنها كانت برأيهم اندفاعيّة وصاخبة وتتضمّن تهديدات فارغة، ومع ذلك، فإنّ هؤلاء يرَوْن في خطابات نصر الله مادّة ممتازة لفهم وتحليل سياسة حزبه”.

وأضاف هارئيل إنّه على الرغم من “أنّ نصرالله حاول صنع توازن بين نتائج عملية القنيطرة وبين عملية مزارع شبعا، فإنّه يُستشف من خطابه ما هي سياسة “حزب الله” في المستقبل المنظور”، معرباً في هذا المجال عن اعتقاده بأن “نصرالله يُحاول تكريس معادلة الردع التي كان واضحاً جدًا في تحديدها عندما قال إن أي اعتداء إسرائيلي، في لبنان أو سوريّا، سيقابل برد حتمي”.

وبينما أشار هارئيل إلى أن “عملية مزارع شبعا أثبتت بشكل لا لبس فيه أنّ “حزب الله” منظمة طموحة ماهرة وبارعة، بحسب جميع المقاييس”، لفت الانتباه في الوقت نفسه إلى أنّ “إسرائيل و”حزب الله” ليسا معنيين بالمواجهة التي ميّزت حرب تموز 2006، لعلمهما الأكيد بأنّ النتائج المترتبة على المواجهة الجديدة ستكون لها آثار مدمرّة أكثر بكثير، نظراً لكون الطرفين طورّا أسلحتهما نوعاً وكماً منذ ذلك الحين”. وأوضح أنّه “بعد المناوشات الأخيرة، يسود الانطباع بأنّ الحدود الشماليّة مع لبنان وسوريا عادت إلى مجراها الطبيعيّ، ولكنّ التحدّي الذي يقُضّ مضاجع قادة الجيش الإسرائيليّ، ما زال قائمًا: “حزب الله” في الشمال، وحركة “حماس” في الجنوب، وبالتالي لا شيء يمنع الانفجار مع أي صاروخ أو عبوة ناسفة مضادة للدبابات.. وإذا انفجر الوضع فإن المعادلة باتت واضحة المعالم”.