اعلنت مصادر واسعة الاطلاع لـ”النهار” انه ليس هناك اي ارتباط للتحضيرات الجارية لخطة البقاع الشمالي التي لم يؤكد اي مصدر معني بها بعد ما اذا كان حدد لها ساعة صفر معينة باي محطة سياسية سوى مناخ التفاهم الذي تحقق من خلال حوار “المستقبل” و”حزب الله” والذي رفع شعار دعم توسيع الخطة الامنية عبر اكثر من بيان صدر عن جولات الحوار . وعلى رغم ذلك فان احتمال انطلاق هذه الخطة في الايام القليلة المقبلة سيشكل في حال حصوله محطة بارزة تحمل دلالات معبرة اذ سيتزامن ذلك اما عشية احياء الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري واما في مواكبتها .
وفي كلا الحالتين فان الامر سيتخذ دلالة مهمة من شانها ان تشكل دفعا قويا للحوار باعتبارها احدى ثماره السياسية الإضافية التي تثبت مضي افرقاء الحوار السني – الشيعي في تحقيق تفاهمات الخطوة خطوة ، كما ان الوقع المعنوي لهذا التوقيت المحتمل سيكون بدوره معبرا لجهة انه سيمحض فريق تيار المستقبل ورقة صدقية في استمراره في الحوار مما قد ينعكس ايجابا على اجواء الكلمة المنتظرة للرئيس سعد الحريري التي سيلقيها في الذكرى العاشرة التي ستقام في مجمع البيال مبدئيا .
اما من الناحية الامنية الصرفة فان المصادر نفسها تلفت الى انه بخطة امنية جديدة موسعة او من دونها فان الجيش لا يبدو في حالة انتظار اطلاقا على مستوى الاجراءات الميدانية الجارية والكثيفة التي ينفذها في كل محاور انتشاره على الحدود الشرقية مع سوريا ولا سيما منها في جرود عرسال والبقاع الشمالي او حديثا في البقاع الاوسط . ذلك ان الخطة الامنية الجاري الحديث عنها تتصل اكثر بالوضع الأمني داخل بلدات البقاع الشمالي وقراه وهو امر مهم للغاية ولكنه متمايز عن الامن العسكري والحدودي الذي يحظى بالأولية القصوى لدى الجيش نظرا الى الخطر الداهم القائم على الحدود والجرود من جانب التنظيمات الارهابية .
واشارت المصادر الى ان الاجراءات التي اتخذها الجيش في الايام الاخيرة في البقاعين الشمالي والأوسط تحسبا لكل سيناريوات التسللات الارهابية بدت نتيجة معطيات ميدانية طارئة تتصل بمعارك ذات منحى جديد في منطقة الزبداني السورية مع كل ما يمكن ان ترتبه من احتمالات ممكنة على لبنان .
ومع ان المصادر لم تُبْد خشية من اخطار محدقة جدية تكرر الكلام عنها اخيرا ببعض التسرع والافتقار الى التدقيق فإنها أكدت ان الجيش لا يترك اي منفذ محتمل لاخطار كهذه ولا يتحسب له .
واعربت المصادر عن ارتياحها في هذا المجال الى عودة الزخم الدولي في الحديث عن دعم الجيش علما ان الظاهرة الاقوى التي ستبرز اليوم في هذا المجال ستكون عبر المحطة العلنية التي دعي الاعلام الى تغطيتها في وصول شحنة أسلحة أميركية هي باخرة محملة بأكثر من 72 مدفعا ثقيلا مع نحو 15 مستوعبا من الذخائر سيتم تسليمها ظهرا للجيش في مرفأ بيروت . وهو امر يتخذ بعده البارز في المضي في دعم الجيش بالتسليح والذخائر الملحة التي تفرضها طبيعة المواجهة التي يخوضها مع التنظيمات الارهابية كما يحمل رسالة سياسية واضحة الى ثبات الدعم الاميركي للبنان في مواجهة الارهاب .
وتعتقد المصادر ان الشهر الحالي مرشح لمزيد من محطات الدعم للجيش باعتبار ان العد العكسي للشروع في تنفيذ اتفاق التسليح الفرنسي للجيش وفق الهبة السعودية قد اقترب من موعده ايضا .