رأى وزير الداخلية السابق مروان شربل في حديث لـ “الأنباء” ان الوضع الأمني في لبنان ممسوك نسبيا، وعلى المنظومة السياسية حكومة وقيادات حزبية، أن تبقيه متماسكا من خلال تفاهمها على كل ما يمنع انزلاق البلاد الى فم التنين الذي أطل برأسه من الحدود مع سورية. وعليه يعتبر شربل أن الحوار القائم بين المستقبل وحزب الله، أتى في الوقت المناسب ليبرد الأجواء ويخفف الاحتقان الشعبي، وليمنع الشرارة المذهبية من أن تشعل حريقا يفجر البلاد من الداخل، مشيرا ردا على سؤال الى أن عملية نزع الاعلام والصور والشعارات الحزبية من بيروت وصيدا وطرابلس، ما هي إلا تعبير بسيط عن إيجابية التقاء الفريقين وجلوسهما على طاولة واحدة، إنما تبقى غير كافية لتحصين الساحة الداخلية، إذ يتعين استكمالها بخطوة كان من المفترض أن تكون الأولى قبل خطوة نزع الشعارات والصور، ألا وهي ردع السلاح الفردي المتفلت على كامل الأراضي اللبنانية، من تهديد سلامة المواطنين عبر إطلاق النار في الهواء ابتهاجا بخطاب سياسي أو بزواج وولادة.
ولفت شربل الى أن الحوار القائم بين السني والشيعي والمرتقب بين الماروني والماروني، يجب أن يرتقي الى مستوى الحلحلة في أزمة انتخاب رئيس للجمهورية، لما لهذه الحلحلة من مساهمة كبيرة في تحصين الساحتين السياسية والأمنية، وتعبيد الطريق أمام عودة اللحمة بين كل اللبنانيين.
وعن مقاربته لنجاح خلفه في الداخلية الوزير نهاد المشنوق في ضبط الأمن، مقارنة مع الوضع خلال توليه للحقيبة نفسها، لفت شربل الى أن المقارنة كبيرة يصعب تفنيدها بسطور، إلا أنه من العدل والإنصاف القول ان حكومة الرئيس ميقاتي التي كانت تعتبر حكومة اللون الواحد، واجهتها معارضتان كبيرتان، تمثلت الاولى بفريق 14 آذار الذي لم يكن مشاركا فيها، فيما تمثلت الثانية بفريق 8 آذار من داخل صفوفها، أي ان الحكومة الميقاتية كانت تسير بين الألغام، ما حال دون تسهيل القرار على المستوى الأمني .