أكّد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام أنّ كلّ يوم يمرّ على لبنان من دون انتخاب رئيس الجمهورية المسيحي الماروني، يؤدي الى تراكم مجموعة من السلبيات تؤثر على لبنان وصورته كنوذج فريد للتعايش في المنطقة.
كلام سلام جاء خلال استقباله وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في ميونيخ، حيث بحث معه في العلاقات الثنائية بين لبنان وايران والوضع في المنطقة.
وعرض سلام في الاجتماع الوضع السياسي في لبنان والعمل الذي تقوم به الحكومة، خصوصا في المجال الامني والمواجهة مع الارهاب. وتمنى على الوزير الايراني أن تساهم طهران في المساعدة على انتخاب رئيس للجمهورية مثلما دعمت تأليف الحكومة الائتلافية.
من جهته، قال ظريف: “إنّ ايران حريصة على رؤية رئيس جمهورية جديد في لبنان، وهي مستعدة لدعم أي اتفاق يتوصل اليه اللبنانيون وخصوصًا المسيحيين”. وأضاف: “إنّ مصلحة ايران تقضي بحفظ الاستقرار في لبنان، وهي لا تريد حصول أي تدهور أمني فيه أو على حدوده”.
واشاد ظريف بالدور الذي يلعبه رئيس مجلس الوزراء، معربا عن ارتياحه لاجواء الحوار القائم بين قوى سياسية لبنانية اساسية.
واجتمع الرئيس سلام الى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي اشاد ايضا باجواء الحوار في لبنان، املا في ان تؤدي الى “تغييرات ايجابية” في المناخ السياسي. وأكد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية يكون ممثلا حقيقيا للشعب وقادرا على القيام بالدور الوطني المطلوب منه.
ولفت الى تأييد بلاده لاتفاق الطائف وتمسكها بالقرار 1701 وبدور قوات “اليونيفل” في الجنوب اللبناني. واعدًا بالاستمرار في مساعدة لبنان على تحمل عبء النازحين السوريين وأنّ بلاده سترسل مساعدات مباشرة عبر المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة.
واجتمع الرئيس سلام ايضا في ميونيخ بوزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، وعرض معه العلاقات الثنائية، مشيدا بقرار الامارات تعيين سفير جديد لها في لبنان بعد شغور هذا المركز لبضع سنوات. واكد سلام الاهمية التي يوليها لبنان للعلاقات مع دولة الامارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي.
واعرب الوزير الاماراتي عن حرص بلاده على امن لبنان واستقراره، واهمية تعزيز الدولة اللبنانية ومؤسساتها بما يزيل اي مخاوف تحويل لبنان دون مجيء الزوار الخليجيين الى لبنان.
كما التقى رئيس الحكومة وزير الخارجية المصري سامح شكري، وجرى عرض للوضع في المنطقة وللتطورات الاخيرة في مصر. واعرب شكري حرص بلاده على لبنان حاضرا ومستقبلا، مؤكدا ان الامن اللبناني هو أمن مصري. واشاد الوزير المصري بدور سلام في تثبيت الاستقرار في لبنان في هذه الظروف الصعبة، مشيرا الى حرص القاهرة على الامن اللبناني وعدم اعطاء اسرائيل ذريعة لايذاء لبنان.
وعرض سلام الوضع في المنطقة مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وجرى استعراض الجهود التي تبذلها الحكومتان اللبنانية والعراقية لمواجهة الارهاب.
كما التقى سلام على التوالي رئيس اقليم كردستان في العراق مسعود البرزاني، ثم وزير خارجية النروج بورغي بريندي، فوزيرة الدولة في مقاطعة بافاريا الالمانية بياتي ميرك.
وتبلغ سلام من وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس “أن الشحنة الاولى من الاسلحة الفرنسية التي تم التعاقد عليها في اطار الهبة السعودية بقيمة ثلاثة مليارات دولار، ستصل الى لبنان في الاسبوع الاول من نيسان المقبل”.
وأكد فابيوس للرئيس سلام حرص فرنسا على لبنان ومساندته في كل ما يدعم أمنه واستقراره ووحدته الوطنية ويعزز مؤسساته الدستورية، ناقلاً له تحيات الرئيس فرانسوا هولند ورئيس الوزراء مانويل فالس.
وشكر سلام فرنسا على “الجهود التي تقوم بها من اجل المساعدة في انجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان”.
من جهته، أكد فابيوس أنّ باريس ماضية في مساعيها وستواصل اتصالاتها مع جميع الاطراف الفاعلة للوصول الى نتيجة ايجابية في هذا الخصوص”.
وتناول البحث في الاجتماع ملف النازحين السوريين وما يشكله من عبء على لبنان. وأكّد فابيوس “ان بلاده ستفعل مساعداتها للبنان وانها ستدفع في المحافل الدولية في هذا الاتجاه”.