“دولتنا صارت تاجر سوق سوداء، حتى الدفا بدها تحرموا للفقراء. تنتظر الأزمات والعواصف لتحقّق أرباحاً على حساب العائلات البقاعية الفقيرة”. باستياء عارم يحاول رجل خمسيني، التعبير عن سخطه من “ندرة” مادة مازوت التدفئة في محطات محروقات البقاع. ينتظر ابن بلدة بدنايل دوره أمام إحدى محطات البلدة، للحصول على المازوت بما يتّسع في غالونين بلاستيكيين (سعة 10 ليترات).
“تفضّل شوف، ما فينا نشتري مازوت إلا بـ15 ألف ليرة”، مستطرداً “لم نستفيد من الدعم عندما كان موجوداً، ولا نستفيد اليوم من انخفاض الأسعار العالمية، هكذا تريد دولتنا…. ثم يتحدثّون عن خطط أمنية لمنطقتنا، فلينفذوا خططاً تكشف عن الفساد الذي يحرمنا الدفء كل سنة”. الجموع المنتظرة توافق على قول الرجل الخمسيني وتتحلّق حول عامل محطة الوقود. هذا الأخير يعلمها بالكميات المبيعلة لكل فرد منهم، مشيراً إلى أن الهدف “تلبية الطلب الكبير على المازوت بما يتناسب مع الكمية التي ما زالت متوافرة لدينا”.
أزمة مازوت التدفئة أطلت على البقاعيين عشية العاصفة الثلجية المرتقبة. بدا لافتاً أن غالبية محطات المحروقات في بلاد بعلبك ـ الهرمل نكّست خراطيم ضخ المازوت، معلنة عدم توافر المادة، فيما مارست محطات أخرى “استنسابية” البيع بأسعار تفوق الأسعار المحددة في جدول الأسعار وصلت في بعضها 2000 ليرة. ويتذرّع بعض أصحاب المحطات بانقطاع الكمية لتبرير زيادة الأسعار عما هو محدّد في جدول الأسعار الصادر عن وزارة الطاقة “ففيما كنا نستلم أكثر من 25 ألف ليتر كل يومين، لم نستلم سوى خمسة آلاف ليتر من المازوت الأخضر وبسعر 15700 ليرة للصفيحة الواحدة، ليبيعها بدوره بسعر 16 ألف ليرة.
أحد متعهدي المحروقات في البقاع قال لـ”الأخبار” إن الأزمة بدأت يوم الاربعاء الماضي حيث عمدت كل من “مصفاتي طرابلس والزهراني والشركات النفطية” إلى “تقليص الكمية للتجار، والتقنين القاسي في تسليمها”.