شدّد المدبر البطريركي على أبرشية زحلة المارونية المطران جوزيف معوّض على أنّ “انتخاب رئيس للجمهورية هو واجب دستوري يوفر السير الطبيعي لتداول السلطة من دون ازمة الشغور، وهو حاجة للوطن في ان يكون له رأس يسهر على مصالحه وعلى الميثاق الوطني وتوازن السلطات”، داعياً إلى “لبننة الاستحقاق وتكريس مساحة داخلية سيادية مقدسة يستطيع فيها اللبنانيون ان يصوغوا قرارهم السياسي بأنفسهم، من دون ان يمنع ذلك من تفاعلهم مع الاقليمية والدولية”.
معوّض، وفي عظة ألقاها خلال ترأسه قداساً بمناسبة عيد القديس مارون في كاتدرائية مار مارون في كسارة ـ زحلة، رأى أنّ “المذكرة الوطنية التي اطلقها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي سنة 2014، تشكل خريطة طريق تعرض السبل المؤاتية لتمكين لبنان من التجدّد والمحافظة على هويته وسيادته وحسن سير المؤسسات الدستورية”.
وقال: “من الثوابت الوطنية التي تنادي بها الكنيسة المارونية هي الوحدة الداخلية اللبنانية، وبقدر ما تقوى هذه الوحدة بقدر ما تنعكس ايجابيتها على الساحة اللبنانية، وهذا ما عهدناه ونشهده على صعيد الانجازات الامنية التي تحصن لبنان داخلياً، وفي وجه تداعيات المخاطر الاقليمية الناجمة عن المنظمات الارهابية”، مضيفاً: “وتتوطد هذه الوحدة بالحوار الذي يجري اليوم بين مختلف الافرقاء مع ما ينتج عنه من تهدئة في الواقع اللبناني، ولكن يبقى الامل في ان يصل هذا الحوار الى حل المسائل الشائكة، وان يساهم في قيام الدولة القوية التي تستوعب قدرات ابنائها، وتشكل المرجعية في الشأن السياسي والوطني والحوار هو الطريق الحضاري، الذي نتمنى ان تجد فيه الحلول الناجعة كل الاشكاليات على الصعيد المناطقي والوطني”.
وأوضح معوّض أنّ “ما يساهم في صون الوحدة الداخلية توزيع الوظائف في المؤسسات والادارات الرسمية بروح الميثاق الوطني، وهذه الوحدة الداخلية هي التي تمكن لبنان من اجتياز هذه المرحلة الحالية الدقيقة داخلياً واقليمياً”، خاتماً: “نطلب من الله ان يفرج عمن هو في ضيق، لا سيما عن الجنود اللبنانيين المخطوفين، وان يعطي وطننا وهذه المنطقة والعالم السلام والازدهار”.