جيمس ماكينتوش
“الصغيرة مليئة بعصير أكثر”، كانت الجملة التي تُجلجل من أجل برتقال أوتسبان في الثمانينيات. سواء كان هذا صحيحاً بالنسبة لثمار الحمضيات، أو أنه مجرد جهد رجل إعلانات لجذب سعر أعلى، فإن هذه لم تكن هي الحال بالنسبة للمساهمين العام الماضي.
المساهمون الذين علقوا مع الشركات الصغيرة في الولايات المتحدة حققوا عوائد تتضمن أرباح أسهم بنسبة 5 في المائة، وفي بريطانيا خسروا 2 في المائة، وهو ما يتسبب في إضعاف أداء المؤشرات الأكبر بواقع تسع وثلاث نقاط مئوية على التوالي. وقد استمرت متخلفة كثيراً هذا العام. وليس هذا هو الوضع الذي يُفترض أن تكون عليها الأمور. لقد تم الدفع بأسهم الشركات ذات الرسملة الصغيرة إلى المستثمرين على أنها طريقة لزيادة العوائد بدون أي أخطار إضافية. “مفعول الشركات ذات الرسملة الصغيرة” أثبت في الثمانينيات أن الشركات الأصغر تفوّقت حتى عندما تم تعديلها لاحتساب التقلّب، ودخلت الأساطير الشعبية لتقول إن الأسهم الصغيرة توفر وسيلة للتغلّب على السوق.
ومنذ ذلك الحين، أظهرت دراسة بعد دارسة أنه إذا كان مفعول الشركات ذات الرسملة الصغيرة موجودا أصلاً، فإنه لم يكن قط كبيرا إلى هذا الحد، وأنه توقف عن العمل على أي حال. لكن لا يبدو أن المساهمين لاحظوا ذلك، إذ إن 100 صندوق من الصناديق التي يتم تداولها في البورصة خاصة بالشركات ذات الرسملة الصغيرة في الولايات المتحدة، والتحيّز بين مديري الصناديق الفعّالين للأسهم الأصغر – ربما لأن المستثمرين يركّزون على العوائد. وفي السوق الصاعدة لا ينبغي توقع أن تنتج الشركات الأصغر عوائد أعلى من الأسهم الكبيرة، ببساطة لأنها أكثر خطورة. والوعد الكاذب بشأن تأثير الشركات ذات الرسملة الصغيرة هو أنه عندما يتم تعديلها لاحتساب الأخطار، فإنها توفر عوائد أفضل.
لكن قبل كل شيء، ربما هناك سحر في الشركات ذات الرسملة الصغيرة. دراسة* جديدة أجراها باحثون في صندوق التحوّط الأمريكي AQR قامت بإحياء الفكرة، ولديها القدرة على تنشيط عالم الاستثمار في الشركات الأصغر.
فريق AQR، منهم توبياس موسكوفيتش، أستاذ المالية في كلية بوث لإدارة الأعمال في جامعة شيكاغو، وجد أن الشركات الصغيرة تغلّبت على الشركات الأكبر عندما يتم أخذ جودة الشركات في الحسبان. الشركات ذات الأرباح الثابتة، سواء من خلال الربحية أو توزيعات الأرباح، من بين تدابير أخرى، لطالما كان معروفاً أنها تقدم أداء أفضل من الأسهم “الخطرة” التي تخضع لعوامل المضاربة إلى حد كبير. وعند مقارنة الأمور المشابهة، تفوّقت الشركات الصغيرة ذات الجودة العالية على الشركات الكبيرة ذات الجودة العالية، في حين أن الأسهم الصغيرة الخطرة تغلّبت على الأسهم الكبيرة الخطرة (مرة أخرى، تم تعديلها لاحتساب التقلّب). المشكلة بالنسبة لمؤشرات الشركات ذات الرسملة الصغيرة، مثل رسل 2000 أو فاينانشيال تايمز للشركات ذات الرسملة الصغيرة، هي أن هناك الكثير من الأسهم الخطرة في النهاية السفلى للسوق، الأمر الذي يعوّض عن الفوائد التي يجلبها الحجم الصغير. لكن عند مراقبة الجودة، قدمت الشركات ذات الرسملة الصغيرة عوائد لائقة.
من الناحية الحدسية هذا الأمر يعتبر منطقياً. لقد تبين بوضوح أنه مع مرور الوقت يكون أداء الأسهم ذات الجودة العالية أفضل (مرة أخرى تم تعديلها لاحتساب الأخطار). هذا ربما بسبب مفعول “ورقة اليانصيب” للأسهم ذات الجودة المنخفضة؛ في حين أن معظم الأسهم سيكون أداؤها سيئاً، إلا أن تلك التي تبيّن أنها جيدة يمكن أن تقدم أداء جيدا بالفعل، وتحقيق عوائد استثنائية. الرغبة الطبيعية في المغامرة في الأسهم لدى كثير من مديري الصناديق والمستثمرين، التي ترفع أسعار الأسهم التي لا يمكن التنبؤ بها إلى أعلى مما هو مناسب، تعني أن العوائد في المستقبل ستكون أقل نتيجة لذلك.
الأمر نفسه ينطبق على الشركات ذات الرسملة الصغيرة. من الناحية القصوى، التنظيم الخفيف في سوق الاستثمارات البديلة في لندن يجذب الأسهم ذات الجودة الأدنى، كما يحقق عوائد ضعيفة للغاية: خسر العام الماضي 18 في المائة وعلى مدى الأعوام الـ 19 الماضية خسر أكثر من 30 في المائة، في حين أن مؤشر فاينانشيال تايمز 100 ارتفع بنسبة 80 في المائة. والشركات ذات الرسملة الصغيرة في الأسواق الرئيسة لم تكُن بمثل هذا السوء، لكن على مدى الأعوام الـ 20 الماضية تفوّق مؤشر رسل 2000 على مؤشر ستاندرد أند بورز 500، في حين أن مؤشر فاينانشيال تايمز للشركات الصغيرة تفوّق على مؤشر فاينانشيال تايمز 100 (على الرغم من أن مؤشر نوميس Numis للشركات الصغيرة ظل متفوقا حتى العام الماضي). ومع عودة مفعول الشركات الصغيرة إلى العمل، ينبغي للمساهمين البحث عن الشركات الصغيرة ذات الجودة الأفضل على المدى الطويل. على المدى القصير، بالطبع، “البيتا”، أو مدى الحساسية لاتجاه الأسواق الواسع، ستكون ذات أهمية أكثر بكثير من العوائد التي تم تعديلها لاحتساب الأخطار، والأسهم الصغيرة ينبغي أن يكون أداؤها جيدا نسبياً في حال ارتفعت السوق. ويقول بحث موسكوفيتش إن هذا ينطبق بشكل خاص على كانون الثاني (يناير)، وهو شهر ذهب فيه مفعول الجودة في الاتجاه المعاكس وتفوّقت الأسهم ذات الجودة الأدنى. انتبه المستثمرون إلى قوة الجودة في السوق الأوسع. على افتراض أن البحث يمكن إثبات صحته وقابل للتكرار، فمن المرجح أن يؤثر في المحافظ ببطء على مدى الأعوام القليلة المقبلة. وأولئك الذين يرغبون في جعل المحافظ أكثر إثارة للاهتمام ينبغي أن يشتروا الأسهم الصغيرة، لكن عليهم تجنّب الرغبة في المغامرة في الأسهم الأخطر.