Site icon IMLebanon

النفط الصخري في أمريكا ضحية النجاح

OilAmerican3
أصبحت ثورة تقنيات استخراج احتياطيات النفط والغاز الصخري بالتفتيت في الولايات المتحدة ضحية لنجاحها، فعلى الرغم من أن الازدهار المثير للجدل للغاز والنفط الصخري أدى إلى انتعاش الاقتصاد الأمريكي كما ساهم في خفض الأسعار العالمية للنفط الخام، إلا أن هبوط سعر برميل النفط من 115 دولاراً (75 جنيهاً إسترلينياً) في يونيو/حزيران الماضي إلى نحو 50 دولاراً الأسبوع الماضي، يعني أن عمليات استخراج النفط الصخري لم تعد مربحة .
ويتم حالياً إلغاء نشاط منصات التنقيب عن النفط في جميع أنحاء الولايات المتحدة بمعدل يقرب من 100 منصة أسبوعياً، وفي الأسبوع الأخير من شهر يناير/كانون الثاني، تم إيقاف عمل 94 منصة، وهو أعلى رقم يسجل منذ ،1987 وفقاً لشركة “بيكر هيوز” . وانخفض عدد منصات الحفر النشطة من 609 .1 منصات في أكتوبر/تشرين الأول إلى 223 .1 منصة في يناير/كانون الثاني، ويتوقع الخبراء تراجع هذا العدد ليصل إلى أقل من ألف منصة حفر بحلول نهاية العام .
وقال جيمس بوركهارد، رئيس قسم أبحاث أسواق النفط العالمية في شركة “آي إتش إس” للطاقة: “إن أسعار النفط المنخفضة أدت إلى تراجع نمو أكبر مزود للطاقة في العالم خلال السنوات الخمس الماضية، مضيفاً أن صناعة النفط والغاز في الولايات المتحدة تستجيب بسرعة للمتغيرات في الأسعار، ومن المرجح أن ينخفض نشاط الحفر حتى تستقر الأسعار مرة أخرى” .
وأشار بوركهارد إلى أن انتعاش عمليات التصديع في الولايات المتحدة كانت تشكل أكثر من نصف النمو في إمدادات النفط العالمية على مدى السنوات الخمس الماضية، ولذلك سيكون من السهل على أمريكا إيقاف عمليات التنقيب في انتظار استقرار الأسعار، بعد أن بنت أكبر مخزون لها من النفط الخام منذ 84 عاماً .
ويتفاوت مستوى الربحية في الحقول البرية الأمريكية، حيث إن بعضها يكون رابحاً عندما تكون أسعار النفط تتجاوز 90 دولاراً للبرميل في حين أن بعضها الآخر يمكنه الاستمرار بتحقيق عوائد في حال نزل سعر البرميل إلى 30 دولاراً .
وتقول شركة “آي إتش إس” إن ما يقرب من 30% من حقول النفط الجديدة التي باشرت نشاطها في العام ،2014 يمكنها الوصول إلى نقطة التعادل عندما يكون سعر النفط عند 81 دولاراً للبرميل، وبالمقارنة مع ذلك، تقول مجموعة “مورغان ستانلي” إن حقول إنتاج النفط في الساحل الشرقي ستستمر في تحقيق الربحية في حال وصل سعر النفط إلى 10 دولارات للبرميل .
وتضررت شركات النفط الكبيرة والصغيرة من هبوط أسعار النفط، حيث شهدت شركة “شيفرون” الشهر الماضي انخفاضاً بنسبة 30% في أرباحها الفصلية (وهو أسوأ انخفاض تشهده منذ العام 2009)، في حين تعرقلت عمليات شركة “كونوكو فيليبس” للتنقيب عن النفط بعد تراجع الأسعار بنسبة 19% إلى 88 .52 دولار للبرميل . من جهة أخرى، قالت شركة “كونتيننتال ريسورسيز”، كبرى شركات التنقيب عن النفط في داكوتا الشمالية إنها ستخفض نشاطات التنقيب عن النفط في حقولها بنسبة 40% هذا العام .
وقال بوركهارد: “إنه في السابق، كان انخفاض أسعار النفط يمثل أثراً إيجابياً بالنسبة لاقتصاد الولايات المتحدة، مع تراجع أسعار الوقود والسلع الاستهلاكية، إلا أن الوضع الحالي مختلف تماماً، إذ بات قطاع النفط محركاً مهماً للنمو الاقتصادي في البلاد” .