أشارت معلومات للوكالة “المركزية” إلى انّ اللقاء بين البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو انعقد امس الاثنين، وحضره سفير فرنسا في روما، وتركز على سبل البحث عن الآلية الكفيلة باخراج الاستحقاق الرئاسي من دائرة المراوحة، لافتة الى انّ البابا فرنسيس دعا البطريرك الماروني الى اتخاذ ما يلزم من خطوات واجراءات لتسريع انتخاب رئيس ووضع حد للشغور في الرئاسة الاولى، لما يشكل الفراغ في المنصب الارفع في الدولة من خطر، يكاد يلامس الكيان والوجود.
وتبعاً لذلك اشارت المعلومات الى انّ البطريرك الذي يعود بعد نحو اسبوعين الى بيروت، سيحرك الملف الرئاسي على المستويات كافة ان عبر مواقف عالية السقف او عبر بيان شديد اللهجة لم تستبعد مصادر قريبة من بكركي ان يلامس بيان بكركي الشهير او ما يعرف “بنداء المطارنة عام 2000″، ومن بين الخطوات والمواقف المطروحة ايضاً امكان دعوة النواب المسيحيين الى اجتماع عام في الصرح البطريركي او التحرك مجدداً في اتجاه القادة الموارنة مدعماً هذه المرة بالتمني الفاتيكاني والمباركة البابوية.
وفي موازاة المساعي الفاتيكانية ـ البطريركية الرئاسية، يمضي حوار “القوات اللبنانية” ـ “التيار الوطني الحر” قدماً بعدما بلغ مرحلة متقدمة، وانهى وفق معلومات “المركزية” بيان “اعلان نوايا” حظيت بموافقة رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون على ان يوافق عليه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بعد وضع ملاحظاته اثر عودته من الخارج المرتقبة هذا الاسبوع، ليصبح جاهزاً في صيغته النهائية ويعطي اشارة الضوء الاخضر لموعد اجتماع عون ـ جعجع المرتقب ان يطلق حواراً قد يتحول في مرحلة لاحقة الى مؤسسة دائمة تنضم اليها قيادات مسيحية اخرى.
ويتوقع في ضوء هذا اللقاء ان تنطلق المرحلة الحوارية الثانية المتصلة بتحصين حقوق المسيحيين وتعزيز موقعهم واستعادة دورهم في المؤسسات، قبل ولوج الثالثة المخصّصة للاستحقاق الرئاسي والرابعة المفتوحة على مختلف المواضيع.
امّا حوار “حزب الله” ـ “تيار المستقبل” الذي تجاوز اكثر من مطب منذ انطلاقته، فيفترض ان ينعقد في جولته السادسة هذا الاسبوع لاستكمال البحث في سبل تنفيس الاحتقان المذهبي في موعد مبدئي رجحت مصادر في “المستقبل” لـ”المركزية” ان يكون يوم الجمعة المقبل، الا انّها استطردت قد يرجأ الى ما بعد 14 شباط ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري التي تقام في البيال، في انتظار المواقف التي يطلقها الرئيس سعد الحريري للمناسبة، والتي يتطلع جمهور 14 آذار عموماً و”المستقبل” خصوصاً الى جديدها، ولا سيما ما يتصل بجدوى الحوار مع “حزب الله” وما انتجه من ايجابيات حتى الساعة.