نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، تحقيقاً للصحافي الاسرائيلي المتخصص في الشؤون الامنية رونين برغمان، المعروف بعلاقاته القوية مع نافذين في المؤسسة الامنية الاسرائيلية، أعاد فيه سرد التفاصيل المعروفة بشأن جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وسير الموكب وشاحنة “الميتسوبيشي” وشريط أحمد أبو عدس، مشيرا إلى أبرز العناصر التي لم يسبق أن تناولها الاعلام بصورة موثقة وهي أن المسؤول العسكري السابق في “حزب الله” الشهيد عماد مغنية هو من اتصل به المتهم مصطفى بدر الدين لأخذ الموافقة على تنفيذ عملية الاغتيال.
الجديد في ما نشره بيرغمان، المقرّب من الأجهزة الاسرائيلية، يبرز في المعلومات التي نقلها عن وثائق علنية تخصّ التحقيقات، وعمّا جاء على لسان مسؤولين إسرائيليين، إضافة الى معلومات من داخل التحقيق تسرّب للمرة الأولى.
وجاء في تقرير بيرغمان أن المحققين وجدوا أن المتهم بدر الدين الذي كان يعيش حياة أخرى تحت اسم “سامي عيسى”، أجرى اتصالاً بعماد مغنية قبيل التفجير، ربما لأخذ الموافقة الأخيرة على العملية، قبل أن تصمت جميع أرقام هواتفه لمدة ساعتين، على غير عادته. بدرالدين، وبحسب التحقيقات، كان أرسل قبل يوم من الاغتيال رسالة هاتفية الى صديقته تقول: “لو علمتِ أين كنتُ لأزعجك الأمر كثيراً”.
ويتابع تقرير الكاتب الإسرائيلي أن “من الصعب معرفة إن كان بدرالدين قصد الاعتراف بخيانة صديقته أو أمراً أبعد من ذلك قد يزعجها لكونها مسلمة سنيّة”.
وبحسب بيرغمان، فإن المحققين عثروا على جزء كبير من أنف الانتحاري. ويظنّ المحققون أنه، وفق شكل الأنف، يرجّح أن يكون الانتحاري من إثيوبيا أو الصومال أو اليمن. ومن بين المعلومات المسرّبة، يفيد تقرير “نيويورك تايمز” بأن المتهم حسن حبيب مرعي كان استخدم رقم الهاتف الخلوي التابع لـ”شبكة الهواتف الأرجوانية” التي شاركت في تنفيذ الاغتيال، لطلب مفروشات لمنزله في تشرين الثاني 2004.
ونقل بيرغمان عن مسؤولين في الاستخبارات الإسرائيلية أن حسن حبيب مرعي هو المسؤول عن عملية اختطاف الجنديين الإسرائيليين في 12 تموز 2006، وأنه كان منذ عام 2003 قائد القوات الخاصة لـ”حزب الله”، ومرعي هو، بحسب التحقيقات الدولية، من أدار شبكة الهواتف الأرجوانية في المجموعات التي شاركت في عملية الاغتيال.
يذكر أن بيرغمان قال في تقريره إنه عمل على مدى عام كامل على جمع المعلومات من خلال مقابلات وأبحاث في سبع دول، واطلع على آلاف الصفحات التي تتضمن أدلّة عن التحقيقات، مبدياً تعاطفاً مع ضحايا التفجير، وخصوصاً أحمد أبو عدس الذي وصفه بـ”الساذج صاحب القلب الطفولي”.