تترقب الأوساط السياسية عودة البطريرك الماروني مار بشارة الراعي من الفاتيكان للوقوف على ما توصل اليه في محادثاته مع الموفد الفرنسي جان فرانسوا جيرو ووزير خارجية الفاتيكان المطران أُول كالاغيير حول الرئاسة اللبنانية.
ويبدو ان البطريرك وجيرو توافقا على ان آفاق المرحلة الراهنة مقفلة بالنسبة للانتخابات الرئاسية، نظرا الى تطورات المنطقة والتشدد الذي طرأ على مواقف بعض الأطراف، لاسيما منهم حزب الله.
وفي المعلومات ان الراعي أبلغ جيرو استعداده لملاقاة فرنسا في تحركها، لكنه أشار الى محدودية مثل هذا التحرك تبعا لجمود مواقف الأطراف المعنيين.
هنا تقول الأوساط لـ “الأنباء” ان جيرو أبلغ البطريرك الماروني بأن أحدا في الخارج لن يصنع للبنان رئيسا، وبالتالي ان على اللبنانيين إيجاد دينامية مسيحية ـ مسيحية، ومسيحية ـ إسلامية تفضي لإملاء الشغور في بعبدا، لأن العواصف التي تضرب الجوار قد تستهدف لبنان اكثر، في حال حصل ما يغير موازين القوى الحالي.
هذه المعطيات سبقت عودة البطريرك الراعي الى بيروت من الفاتيكان، في حين تنتظر الأطراف السياسية هذه العودة للوقوف على حقائق الأمور كما يراها الفاتيكان وباريس وما اذا كان لديها غير تلك الوصفة، المنتهية الصلاحية، من كثرة التداول غير المجدي، والمقصود مطالبة المسيحيين أولا ثم المسيحيين والمسلمين بالتفاهم على رئيس.
وربما باريس والفاتيكان يراهنان على الحوار المسيحي ـ المسيحي الدائر بين “القوات اللبنانية” والتيار الوطني الحر، والذي ينتظر عودة د.سمير جعجع من رحلته العائلية في الخارج لمراجعة أخيرة لورقة التفاهم التي حظيت بموافقة العماد ميشال عون، وبقيت موافقة د.جعجع، الذي تتصور بعض أوساط التيار الوطني الحر ان موافقته قد تغدو لزوم ما لا يلزم، إذا ما استطال وقت الحصول عليها، في ضوء الارتفاع المتواصل لأسهم العماد الرئاسية كما تعتقد الأوساط لـ “الأنباء”.