كتب خالد موسى في صحيفة “المستقبل”:
تهون على أهالي العسكريين المخطوفين المرابطين في ساحة رياض الصلح مواجهة العواصف الطبيعية، أمام العواصف «الداعشية» الآتية من خلف الجرود، التي تحمل تارة هبّة بارد، وتارة أخرى هبّة ساخنة، لا بل حارقة جراء الأخبار الواردة عن أبنائهم القابعين منذ سبعة أشهر في مستنقع المصير المجهول.
يوم الأهالي أمس كان حافلاً مع وصول العاصفة الجديدة، فالرياح العاتية التي خلفتها العاصفة كادت أن تقتلع الخيم الموجودة في الساحة من مكانها وكذلك صور العسكريين المخطوفين كما فعلت أختها «زينة»، فعمل الأهالي على تثبيتها بشكل متين بانتظار ما ستؤول اليه المفاوضات في الآتي من الأيام.
تجلس أم خالد مقبل حسن والدة العسكري المخطوف خالد مقبل حسن في خيمتها تنتظر أي انفراجات جديدة في ملف ابنها ورفاقه، فهي لم تسمع صوته منذ أكثر من أربعة أشهر. التكتم الحاصل في الملف منذ أكثر من شهرين يزعج ويقلق الوالدة كثيراً، بحسب ما قالت لـ«المستقبل». وتلفت الى أنها «متخوفة جداً على مصير ابنها ورفاقه، فالأهالي لم يسمعوا أصوات أولادهم منذ فترة بعيدة»، آملة أن «يكون وراء هذا التكتم شيء لمصلحة أبنائنا وليس العكس أن يضر هذا التكتم بأبنائنا ويدفعون حياتهم ثمن هذا التكتم». وتشدد أم خالد على أن «لو أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري ما زال حياً، لما بقي أبناؤنا في الأسر دقيقة واحدة»، مناشدة «الرئيس سعد الحريري العمل على الملف لإنهاء معاناة الأهالي».
بدوره، لفت فادي مزاحم عم العسكري المخطوف لامع مزاحم إلى أن «الأهالي حصلوا على وعد من مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم بوضعهم في صورة ما يجري في الملف كل عشرة أيام»، مشيراً الى أن «الأهالي ما زالوا في حالة من الترقب وانتظار أي جديد بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها الأهالي للواء إبراهيم». وأشار الى أن «الأمور تسير كما هو مطلوب وهي تتقدم نحو الأفضل، وفي حال أحسسنا بأنها تتراجع لن نتأخر أي دقيقة في التصعيد ولن نبقى مكتوفي الأيدي وأبناؤنا في خطر»، آملاً أن «يكون هناك انفراجات في القريب العاجل».
من جهته، اعتبر حسين يوسف والد العسكري المخطوف محمد يوسف أن «الأهالي بانتظار أي معطيات جديدة ممكن أن تحصل في الملف مع تقدم المفاوضات»، مشيراً الى أن «الأهالي يعملون على تحديد موعد مع سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري ومع رئيس مجلس النواب نبيه بري من أجل زيارتهم ووضعهم في الحالة المأسوية التي يعيشها الأهالي والطلب منهم المساعدة في إيجاد حل للموضوع وإنهاء هذا الملف في أسرع وقت». ويشدد يوسف على أن «المفاوضات تسير في الطريق الصحيح وهي تتجه نحو الافضل»، آملاً أن «يكون هناك انفراجات قريبة في الملف تسهم في إطلاق العسكريين ولو على دفعات».