أسامة القادري- داني الامين
تختلف العاصفة “يوهان” عن سابقاتها، حيث أن ميزتها الأساسية هي الرياح التي وصلت سرعتها الى 100 كيلومتر في الساعة، ما أدّى الى أمواج عاتية دمّرت الكورنيش البحري بين جونية وضبيه، واقتلعت رصيف المنارة وعين المريسة. وفي هذا الإطار باشر القاضي علي ابراهيم تحقيقاته في أسباب انهيار الكورنيش البحري.
شهدت المناطق الساحلية رياحاً قوية، ففي البترون تخطت الأمواج الستة أمطار، ما ألحق أضراراً كبيرة بقوارب الصيادين التي غرق منها اثنان. وناشد رئيس تعاونية صيادي الاسماك اسطفان عسال الهيئة العليا للاغاثة الكشف على المرفأ ومسح الاضرار واحصاءها لتعويض الاضرار والخسائر التي تسببت بها العاصفة.
أما في صور، فقد توقفت حركة الملاحة في الميناء التجاري من جراء الامواج التي وصلت الى ثلاثة امتار، كذلك في ميناء الصيادين الذين عملوا على تثبيت مراكبهم تخوفا من اشتداد الرياح وارتفاع الامواج. وقضت الرياح على ما بقي من ثمار الحمضيات والموز، إضافة الى انقطاع التيار الكهربائي في معظم قرى وبلدات القضاء من جراء تقطع الاسلاك الكهربائية، وتعذر عمال مؤسسة كهرباء لبنان اصلاحها. وفي طرابلس والبداوي أطلقت البلدية ورشة الطوارئ من اجل تصريف مياه المجاري ومساعدة المواطنين. وأكد رئيس بلدية البداوي حسن غمراوي ورئيس بلدية طرابلس نادر الغزال “عدم توقف العمال عن تنفيذ الأشغال الموكلة إليهم، بالرغم من اشتداد العاصفة وغزارة الامطار، حرصا على سلامة المواطنين وسلامة ممتلكاتهم”.
في الجنوب أدت العاصفة الى اضرار في المزروعات، فقد أحصى المزارع أحمد فرحات من برعشيت” سقوط عشرات أشجار الزيتون والليمون والصنوبر واللوز، اضافة الى تهدم العديد من الخيم الزراعية في منطقة بنت جبيل”.، كما أدت العاصفة الى انقطاع التيار الكهربائي، عن قرى وبلدات بنت جبيل ومرجعيون، بسبب سقوط العشرات من الأسلاك الكهربائية عن الأعمدة. واللاّفت أن العديد من أصحاب المولدات الكهربائية في المنطقة أعلنوا عدم قدرتهم على تأمين الكهرباء الى المنازل بسبب الأضرار التي لحقت بالأسلاك الكهربائية، “الأمر الذي يتطلب أياما لاصلاحها” بحسب أحمد ظاهر، صاحب أحد المولدات الكهربائية. وقررت بعض المدارس الخاصة في المنطقة اقفال أبوابها امام طلاب صفوف الروضات، تحسباً لأي طارئ. كذلك شهدت المحال التجارية ومحطات الوقود، في بنت جبيل ومرجعيون، اقبالاً كثيفاً، ما أدى الى انقطاع الخبز والعديد من المواد الغذائية.
اما في البقاع الاوسط، فيعاني المواطنون انقطاع مادة المازوت من بعض المحطات، فيما المحطات التي تتوافر فيها جرى تسعيرها بـ 18 الف ليرة، أي بزيادة 3600 ليرة عن السعر المحدد لبيعها، كما أن هذه المحطات لا تبيع للشخص الواحد أكثر من 20 ليترا، بحجة أن الكميات لا تكفي.
يعيد أصحاب المحطات في البقاع ازمة انقطاع المازوت، الى التجار الذين بدأوا باحتكار المادة، وبيعها لهم بأسعار تراوح بين الـ10 $ والـ 10،50 $، ما يضطرهم الى بيعها للمواطنين بين 17 و18 الف ليرة، على حد تعبير خالد صبرا صاحب محطة في تعلبايا، وهو ما اكده ثلاثة تجار يسلمون المازوت الى المحطات.
وتوقعت مصلحة الارصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني ان يكون الطقس اليوم غائما مع رياح شديدة أحيانا. وينخفض موج البحر قليلا، لكنه يبقى خطرا، مع أمطار غزيرة أحيانا وانخفاض بسيط بدرجات الحرارة، وثلوج على ارتفاع 900 متر. ويستمر الطقس على هذه الحال حتى الغد.