ايفا ابي حيدر
بعد نحو سبعة أشهر من التراجع المتواصل لأسعار المحروقات في السوق المحلي، سجلت أمس اسعار المشتقات النفطية ارتفاعاً. هذا الارتفاع سيكون مقدمة لسلسلة ارتفاعات متوقعة في الاسابيع المقبلة، بحيث من المرجح أن ترتفع الاسعار نحو 1500 ليرة في الاسبوعين المقبلين.
23 تموز الماضي كان موعد بدء «مسلسل» التراجع في أسعار المشتقات النفطية، بحيث وصل التراجع الى 15 الف ليرة في سعر صفيحة البنزين بعدما وصل سعر برميل النفط الى 40 دولاراً.
أما وقد عاود النفط الصعود عالمياً بحيث أقفل البرميل أمس على 51 دولاراً، بدأت مفاعيل هذا الارتفاع تظهر في السوق المحلي، وقد لمسها المواطن في جدول تركيب أسعار المشتقات النفطية الذي أصدرته وزارة الطاقة امس بحيث ارتفع سعر صفيحة البنزين بنوعيها 95 و 98 اوكتان بمعدل 500 ليرة لبنانية، و300 ليرة لبنانية لصفيحة كل من الديزل اويل والمازوت الاحمر والكاز، و500 ليرة لقارورة الغاز.
واصبحت الاسعار على الشكل التالي: بنزين 98 اوكتان 22200 ليرة لبنانية، بنزين 95 اوكتان 21600 ليرة لبنانية، ديزل اويل للمركبات 14400 ليرة لبنانية، مازوت احمر 14200 ليرة لبنانية، كاز 15500 ليرة لبنانية، قارورة غاز زنة عشرة كيلوغرامات 12200 ليرة لبنانية، قارورة غاز زنة 12,5 كيلوغراما 14700 ليرة لبنانية.
البراكس
في هذا السياق، أكد رئيس «مجموعة محطات البراكس» جورج البراكس لـ«الجمهورية» أن الارتفاع الذي شهدته اسعار المشتقات النفطية امس هو صحيح 100 في المئة لأنه استند الى سعر برميل النفط 3 اسابيع الى الوراء والاسبوع الحالي.
وتوقع البراكس ان يسجل سعر صفيحتي البنزين والمازوت في الاسبوع المقبل ارتفاعاً بنحو 700 ليرة، على أن يواصل ارتفاعه في الاسبوع الذي يليه الى ما بين 700 و 800 ليرة، بما يعني ان الاسعار سترتفع نحو 1500 ليرة في الاسبوعين المقبلين.
ولفت البراكس الى ان المشكلة الحقيقية اليوم في هذا القطاع تتمحور حول الكميات القليلة من البنزين والمازوت المتوفرة في الاسواق. وعزا الاسباب الحقيقة وراء شح هذه الكميات في الاسواق، الى اسباب عدة تتلخص بالاتي: ان جزءاً كبيراً من المازوت الاخضر الذي يطرح في الاسواق يذهب بكميات كبيرة الى سوريا بطرق شرعية مرفقة برخص تصدير، وتقدّر بنحو 3 مليون ليتر في اليوم.
ولا شك ان التصدير الى سوريا يباع بأسعار تدر ارباحاً للشركات. كما لفت الى ان كميات كبيرة ايضاً من المازوت تدخل الى سوريا بالتهريب وبطرق غير شرعية، بما أدّى الى نقص في البضاعة في السوق المحلي.
تابع البراكس: من الأسباب الاساسية ايضا تقنين شركات الاستيراد في تسليم كميات المازوت والبنزين الى المحطات لأنها في انتظار الزيادة المتوقعة على اسعار المشتقات النفطية نتيجة ارتفاع سعر برميل النفط عالمياً.
وعلى سبيل المثال، بدل ان تبيع شركات الاستيراد الصفيحة اليوم بـ 9 دولارات تقنّن التسليم الى المحطات خصوصاً وأنها في انتظار ارتفاع بنحو دولار في الاسبوعين المقبلين، على ان تعاود تغذية الاسواق بالكمية المطلوبة بعد هذين الاسبوعين بحيث تسلّم الصفيحة بـ10 دولارات.
ولفت الى ان الكميات المطروحة اليوم في الاسواق من مادتي البنزين والمازوت لا تغذي اكثر من 50 في المئة من حاجة السوق بما يبرر الصرخة التي أطلقها أهل البقاع وبعض قرى الشمال في الاسابيع الماضية مراراً.
ولفت البراكس الى أن حاجة السوق المحلي من المازوت تتراوح بين 4 و5 مليون ليتر يومياً، لكن شركات الاستيراد تطرح نحو نصف هذه الكمية في الاسواق، ففي حال طلبت محطة وقود 10 الاف ليتر من المازوت تمدها شركات الاستيراد بنحو الفي ليتر فقط.
إزاء هذا الواقع، ناشد البراكس مصلحة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد إرسال مفتشين الى خزانات الوقود، للكشف عن الكميات المخزّنة على سبيل المثال في محلة الدورة، والتحرّي عن الأسباب التي تحول دون مد محطات الوقود بالكميات المطلوبة، مؤكداً أن خزانات الوقود في محلة الدورة ممتلئة.