Site icon IMLebanon

ضاهر: بعض الزملاء حاولوا أن يعملوا بطولات على حسابي

khaled-el-daher

بلغ الجفاء مداه بين “كتلة المستقبل” النيابية، والنائب خالد ضاهر على خلفية مواقفه التصعيدية التي لم تعد تتناسب مع التوجهات السياسية المستجدة للرئيس سعد الحريري، وأبرزها الانفتاح الأخير على “حزب الله”، وقبل ذلك دعم الجيش والتمسك بالوحدة الوطنية والعيش المشترك.

وترجم هذا الجفاء بتعليق ضاهر عضويته في “كتلة المستقبل” التي لم تتردد، خلال اجتماعها أمس، في قبول طلبه وذلك بعدما استنفد الرئيس فؤاد السنيورة كل المحاولات للتخفيف من حدة الخطاب السياسي لضاهر، ولإيجاد مساحة مشتركة بينه وبين زملائه في الكتلة والذين بات بعضهم يعتبرون ضاهر أنه “فاتح على حسابه” وأنه يمعن في إحراجهم أمام قواعدهم الشعبية.

ويمكن القول إن ضاهر بات يجد نفسه غريبا في “كتلة المستقبل” نظرا لإحجام كثير من نوابها عن التعاطي معه خلال الجلسات التي كان يحضرها. كما بدأ مؤخرا يفتقد الانسجام مع التوجه السياسي الجديد للكتلة الذي انقلب من التحريض السياسي والشحن المذهبي الى أجواء الحوار والانفتاح على “حزب الله”.

وكانت تصريحات ضاهر النارية ردا على إزالة راية التوحيد من ساحة عبد الحميد كرامي ليل السبت ـــ الأحد الفائت بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير، خصوصا بعد اعتراض النواب المسيحيين في الكتلة وإبلاغهم الرئيسين الحريري والسنيورة بأن ضاهر يحرجهم في شارعهم، وأنهم لا يستطيعون تحمل تصريحات من هذا النوع. وتشير المعلومات الى أن بعضهم هدد بالانسحاب من الكتلة إذا لم يتم وضع حد لتصريحات ضاهر. كذلك فقد توالت الاعتراضات من نواب آخرين لجهة هجومه العنيف والمستمر على الجيش اللبناني، وكذلك محاولاته الدائمة استهداف الحوار مع “حزب الله”.

فيما يرى أحد القيادات الزرقاء البارزين أن موقف ضاهر لا يختلف كثيرا مع مواقف نواب ومسؤولي “المستقبل”، لكنه يفتقر الى التعبير بأسلوب غير استفزازي، مؤكدا أن “تيار المستقبل” قد اتخذ قرارا واضحا وصريحا بعدم فتح المجال لأية تعابير استفزازية أو لقيام أي كان بتحدي شعور أي طائفة أو مذهب.

وعلمت “السفير” أن اتصالات أجراها الرئيسان الحريري والسنيورة مع ضاهر وطالباه بالتراجع عن التصريحات التي أدلى بها في ساحة عبد الحميد كرامي، وقد تجاوب معهما وعقد مؤتمرا صحافيا أوضح فيه أنه لم يكن يقصد الإساءة الى المسيحيين، لكنه في الوقت نفسه لم يوفر “حزب الله” من هجومه العنيف.

وقد استمرت الاتصالات الداعية للتهدئة مع ضاهر الذي كان يستمع الى ردود بعض المستقبليين عليه قبل غيرهم من الخصوم، فضلا عن معرفته المسبقة بأن ملفه سيكون حاضرا في اجتماع الكتلة وأن بعض النواب سيطالبون بإقالته، فسارع الى الاتصال بالرئيس فؤاد السنيورة ظهر أمس وأبلغه برغبته في تعليق عضويته في الكتلة، وقد طرح السنيورة ذلك في الاجتماع وكانت الموافقة على طلب ضاهر سريعة.

ويقول ضاهر لـ “السفير”: “علقت عضويتي لكي لا أتسبب بالإحراج للكتلة”، مؤكدا أنه لم يطلب منه ذلك، ولم تتم إقالته.

ويشير ضاهر الى أن بعض زملائه في “المستقبل” حاولوا أن يعملوا بطولات على حسابه، مؤكدا أنه كان أميناً على مصالح التيار والكتلة، ونحن كنا في موقع المعتدى علينا لا المعتدي.

وختم ضاهر: يبدو أن إهانة الطائفة مسموحة، والاعتداء علينا مسموح، وقتلنا مسموح.