إيلي قهوجي
حالت أجواء الحذر والترقّب السائدة في البلاد سياسياً وأمنياً دون تحرّك المبادرات الصريحة في اتجاه الصكوك المالية اللبنانية المدرجة على لوائح بورصة بيروت لتقتصر مقاربة المتعاملين فيها أمس أيضاً على عدد منها تلبية لحاجاتهم الى سيولة بيعاً لكميات منها على دفعات كلما وجد من يشتريها بالأسعار المعروضة بها. فكان أن غاب عن السوق أي ميل الى استباق تطورات قد تلوح في الافق وتنعكس سلباً أو ايجاباً على اتجاه الأسعار، الأمر الذي أوقع حركة التداول في رتابتها المعهودة كما عكستها تقلبات أسهم “سوليدير” وعدد من المصارف. وهكذا مضت أسهم هذه الشركة المنوط بها إعادة إعمار وتطوير وسط بيروت في التقلب بين أعلى على 11,02 دولاراً وأدنى على 10,75 دولارات الى أن أقفلت الفئة “أ” بـ11,02 دولاراً في مقابل 10,90 أول من أمس والفئة “ب” بـ10,97 دولارات في مقابل 10,95، وقت استقرت أسهم “بنك عودة” المدرجة على 6,25 دولارات “وبنك بيبلوس” العادية على 1,68 دولار والتفضيلية – 2008 على 102,10 دولارين، لترتفع أسهم “هولسيم” من 15,01 الى 15,50 دولاراً في قطاع صناعة مواد البناء.
وتبعاً لذلك، أقفل مؤشر “بلوم بنك” للأسهم اللبنانية بارتفاع نسبته 0,23 في المئة على 1187,76 نقطة، في سوق انتقائية تبودل فيها 140473 صكاً قيمتها 925545 دولاراً في مقابل تداول 180742 صكاً قيمتها 1,442,754 دولاراً أول من أمس.
في الخارج، استمرت الضغوط على الأورو دافعة به نزولاً الى ما دون عتبة الـ1,13 دولار في أسواق افتقرت الى اتجاه واضح في انتظار نتائج اجتماع وزراء المال لمنطقة الأورو في بروكسيل حيث قدمت اليونان طلبا لانهاء خطة انقاذ دولية حصلت عليها والانتقال الى اتفاق جديد لاعادة هيكلة ديونها مع تأكيد التزامها تنفيذ اصلاحات غير تلك التي يمليها عليها الآخرون. وجاء ذلك بعد اتفاق اليونان امس مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OCDE على العمل معاً في اصلاح الاقتصاد اليوناني بما يلبي مطالب المقرضين الدوليين. الا ان تحسب المستثمرين لعدم توصل أثينا الى تسوية شاملة مع شركائها الاوروبيين في شأن ديونها ابقى الاورو في دائرة الضعف وخصوصا بعدما أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز ان الاقتصاد الاميركي سيسجل هذه السنة افضل أداء له خلال السنين العشر الاخيرة نموا وعمالة، الامر الذي جعل الاورو يقفل في نيويورك، قبل معرفة نتائج اجتماع بروكسيل الذي بدا فيه ان النزاع قوي بين أثينا والجهات الدائنة، بـ1,1290 دولار في مقابل 1,1315 اولمن أمس، في تطور جعل اونصة الذهب تقفل بـ1220,00 دولارا في مقابل 1234,50 في الفترة عينها. في غضون ذلك انهت الاسهم الاوروبية جلسة أمس ضعيفة في منطقة الاورو مع قلق المتعاملين من نتائج اجتماع بروكسيل، فأقفلت البورصات فيها بتراجع راوح بين 4,02 في المئة في أثينا و0,02 في المئة في فرانكفورت. وتباين اتجاه الاسهم الاميركية في نهاية جلسة التداول في انتظار نتائج اجتماع وزراء المال لمجموعة الاورو لمناقشة خطط جديدة في شأن ديون اليونان، فأقفلت دونما اتجاه واضح مع تراجع مؤشر داو جونز الصناعي 6,62 نقاط الى 17862,14 نقطة وارتفاع مؤشر ناسداك 13,53 نقطة الى 4801,18 نقطة.