Site icon IMLebanon

الخطة الأمنية ستواجه الوجود العسكري الكثيف لـ”حزب الله”

إذا قيض للخطة الأمنية المقررة للبقاع الشمالي أن تنطلق اليوم الخميس، فإنها لن تنجز المطلوب منها إلا بتوافر سلسلة شروط، لا يبدو أن قوى الأمر الواقع في المنطقة ستؤمنها بسهولة، ما يتطلب مرة أخرى الاستعانة بحكمة ودراية وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق.

وأعرب مصدر متابع للشؤون الأمنية لـ”السياسة” عن اعتقاده بأن هذه الخطة التي يجري الحديث عنها إعلامياً منذ نحو شهرين، فقدت قبل انطلاقها أولى المزايا التي تتوافر عادة في التحركات الأمنية، أي عنصر المفاجأة. فالمطلوبون للعدالة تواروا عن الأنظار، إما في جرود بعلبك الهرمل، وإما داخل الأراضي السورية، لأن غالبيتهم ممن يحظون برعاية ومواكبة قوى الأمر الواقع.

وأضاف: أما العنصر الثاني المحبط لنجاح الخطة الأمنية، فيكمن في مبدأ الأمن بالتراضي نفسه، وكما بات معلوماً فإن التأخير في إطلاق الخطة، سببه التنسيق المسبق بين الأجهزة الأمنية الرسمية وقوى الأمر الواقع. وهذا يعني أن يد الدولة لن تكون مطلقة في البقاع الشمالي، طالما أن التفاوض والتسوية يحكمان تحركها.

وأشار المصدر إلى إشكالية ستواجه الخطة الأمنية تتمثل بالوجود العسكري الكثيف لـ”حزب الله” في البقاع، ووجود مناطق أمنية محرمة على الجميع، وهناك في محيطها توجد مناطق جردية وعرة، يلجأ إليها الهاربون من سيف القانون وعددهم بالمئات، ويسمون أنفسهم “الطفار”. وليس بالضرورة أن يكون الحزب حامياً لهؤلاء ولكن وجودهم قرب المناطق المحرمة أمنياً يمنحهم الحصانة. وأضاف تبقى الإشكالية الأخطر من جانب “حزب الله”، خشيته من أن تطال إجراءات الخطة مثل الدوريات والحواجز والمداهمات والتوقفات، بعض العناصر الحساسة من منظومته الحديد.

والحزب لا يثق عموماً بالأجهزة الرسمية ويعتبر أنها سهلة الاختراق، ويمكن لأعدائه استغلالها، لملاحقة أسماء معينة مطلوبة لعدد من أجهزة الاستخبارات العربية والدولية. عدا عن وجود مطلوبين للعدالة، وهم معروفون.

ومن جهة ثانية، سيضع “حزب الله” شروطاً صارمة على القوى العسكرية الرسمية، كي لا تعرقل أو حتى تكتشف طرقه العسكرية المفتوحة على سورية بالاتجاهين، سواء لتهريب السلاح أو إرسال المقاتلين.

وأكد المصدر أن قرار الوزير المشنوق بتنفيذ الخطة الأمنية جدي وصارم وهو غير معني بالمنظومة العسكرية ل¯”حزب الله”، وإنما يعمل لمنع المجرمين الجنائيين من استغلال هذه المنظومة لأغراضهم الخبيثة، ويسعى في الوقت نفسه إلى وقف مسلسل التدهور الأمني المريع، الذي بات يهدد حياة الناس يومياً، سواء بالخطف أو بالسرقة أو حتى بالقتل، لذا فإنه سيتعامل بحكمة وحنكة، لتنفيذ الخطة لتحقيق الأمان للناس، من دون إثارة أي مشكلة سياسية.