اليابانيون فى انتظار عودة خط الطيران المباشر مع مصر لتحقيق حلمهم بزيارة معالم الحضارة المصرية القديمة التى تدرس لهم منذ الطفولة. لا أحد يعرف بالضبط متى تعود خطوط الطيران من طوكيو وأوساكا الى القاهرة والاقصر . هناك شائعات بأن العودة ستكون فى ٩٢ مارس المقبل، وهناك من يرى أن الانسب أن تبدأ فى موسم الشتاء المقبل. وآخرون يرون أن التوقيت الافضل لتشغيل الخط هو شهر فبراير لأن رأس السنة الصينية هى الفترة التى يتدفق منها السائح اليابانى أو الصينى أو الكورى أو غيرهم من دول آسيا.. وسألت «الاقتصادى» يوشينورى أوشى Yoshinori Ochi المدير المباشر والسكرتير العام لمنظمة السياحة اليابانية (جاتا) التى تقيم أكبر معرض سياحة فى قارة آسيا سنويا. عن رأيه فى عودة خطوط الطيران المباشر بين مصر واليابان وتأثيرها على الحركة السياحية، فأجاب قائلا إن وجود خط مباشر من الأراضى اليابانية أمر ذو أهمية قصوى، فاليابان جزيرة محاطة بالمياه من جميع الجوانب ولا سبيل للسفر منها إلا عن طريق الطائرة . ووجود خط مباشر سيشجع وكلاء السياحة اليابانيين على إعداد باقات سياحية، مستخدمين شعار «عودة مصر»، وأعتقد أن السوق المحتمل لمثل هذه الرحلات لزيارة مصر من اليابانيين سيتجاوز الـ 80 ألف سائح . فمثلا فى عام 2010 زار مصر 120 ألف سائح يابانى، وبعد هبوط الأعداد إلى 30 ألف سائح فى عام 2011 فإن ارتفاع الرقم مرة أخرى إلى 70 أو 80 ألف يابانى يعتبر نجاحا غير مسبوق..وردا على المقاصد التى يرغب فى زيارتها اليابانيون والأوقات التى يفضلونها قال إن الرحلات التى ينظمها وكلاء السياحة للشريحة العمرية الأكبر سنا تتوجه عادة إلى الأماكن التاريخية مثل القاهرة والجيزة والأقصر وباقى الصعيد مع ملاحظة أن هذه الشريحة لديها حساسية مطلقة تجاه المسائل الأمنية، ويفضل اليابانيون زيارة هذه الأماكن التى تقع معظمها فى أماكن صحراوية خلال الفترة المعتدلة فى الطقس من أكتوبر وحتى مارس حيث إن الصيف فى تلك المناطق شديد الحرارة بالنسبة لهم . إلا أن إلهامى الزيات رئيس اتحاد الغرف السياحية يتساءل: بماذا نبدأ؟ هل بخط الطيران أم ببيع البرامج السياحية للسائح اليابانى؟ ويقول: فى تحليلنا لخطوط الطيران نجد صعوبة شديدة فى إعادة تشغيل خط طيران يرتكز بناؤه على السياحة . فخط الطيران المنتظم يعمل على نسب امتلاء الطائرة من الجانبين فعلى سبيل المثال إذا حصلت على نسبة 80 ٪ يابانيين و20٪ مصريين هذا جيد، ولكن إذا حسبت على أساس يابانيين فقط من اتجاه واحد فلا يعد خطا منتظما ولكن يدرج تحت خط طيران عارض . وحيث إن السوق السياحى متعطش لعودة الخط المباشر فيجب أن تتم عملية تسويق جيدة قبل تشغيل هذا الخط بفترة، يعمل فيها الجانبان. ويضيف : السائح اليابانى مطلوب نظرا لأن بلاده أغلى دولة فى العالم من حيث المعيشة، وبالتالى مستوى إنفاقه عال جدا وبالتالى فإن المعيشة فى دولة أخرى رخيصة بالنسبة له، وأتوقع أن يصل إلينا ما بين 120 إلى 150 ألف سائح يابانى هذا العام، ولن يقل إنفاقه بالمشتريات عن 140 دولارا فى الليلة، ويتميز بأنه إذا لم يضايقه أحد يشترى كثيرا جدا . وعن المعوقات الأساسية التى تجعل السائح اليابانى لا يأتى إلى مصر قال الهامى الزيات إن المعاملة السيئة لسائح يابانى واحد سيعلم بها معظم اليابانيين لأنهم يروون تجاربهم بعضهم لبعض، بالإضافة إلى أن كلا منهم يقوم بكتابة تقرير فى نهاية الرحلة يوضح فيه أسباب سعادته واستيائه، فمعاملة سيئة لسائح واحد قد تمنع 100 يابانى قادم إلى مصر. فالسائح اليابانى حساس وخجول لا يتكلم ولا يشتكى عندما يكون غير راض عن الخدمة، والمفاجأة عندما يعود إلى بلده ويقول لهم: لا تذهبوا إلى مصر، وأعتقد أن أحسن إعلان فى الدعاية هو الخدمة الجيدة .وبسؤال خبير الطيران توفيق عاصى رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران سابقا عن السبب فى أن سعر تذاكر مصر للطيران من طوكيو للقاهرة يبلغ 1250 دولارا، فى حين تبلغ قيمة نفس التذكرة 800 دولار على الخطوط القطرية أو الإماراتية؟ فقال : إنه دائما فى مجال الطيران الرحلة عندما تكون مباشرة من مكان الطلب إلى مكان المقصد فعادة تكون أغلى أنواع التذاكر. والعكس صحيح، فالخطوط الإماراتية والقطرية والشركات المثيلة لها لو أنها أقلعت من الدوحة أو دبى متجهة إلى مقصد مباشر فستكون التذكرة أغلى من مصر للطيران.وعن السبب فى ذلك قال هذه الحركة نسميها الحركة السادسة التى فيها الركاب ليسوا ركابك، وبتوضيح أكثر الركاب من القاهرة سواء المصريون أو الأجانب المقيمون أو أجانب قادمون إلى القاهرة . هؤلاء هم الركاب الأصليون للشركة «ركابنا».والشركات الأخرى تأخذ منهم عن طريق تخفيض سعر التذاكر بعمل ترانزيت عن طريق شركاتهم . فدائما تذاكر الطيران التى بها ترانزيت أرخص كثيرا من الطيران المباشر، وهذا أمر طبيعى فى صناعة الطيران. وعن الاستعدادات لفتح خط طيران أوساكا – القاهرة، طوكيو – القاهرة. قال : مصر للطيران موجودة فى السوق اليابانى من زمن، ولاحظنا أن الخط يحقق خسائر عندما كنت بمنصبى فى ذلك الوقت واتفقنا مع وزارة السياحة على تدعيم الخط حتى نستمر فى تشغيله. ولكن الأحداث بعد الثورة أثرت كثيرا، ولم تستطع وزارة السياحة أن تعوض الخسائر فتم إيقاف الخط. نأمل مع تحسن الأحوال أن تكون نسبة إشغال المقاعد فى الطائرة مرتفعة، كما نأمل فى التعاون مع وزارة السياحة والجهات المختلفة حتى نتجنب الخسائر.ويقول بعد زيارة رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى ولقائه الرئيس عبد الفتاح السيسى يمكن أن يعود خط الطيران فورا، ولكن أرى أنه لابد أولا من تحضيرات من أجل التسويق قبل بداية الموسم لأن اليابانى يخطط دائما لإجازته قبلها بحوالى 6 أو 7 أشهر، فتستطيع الشركات السياحية أو منظمو الرحلات أو الوكلاء السياحيون عمل البرامج وتقديمها للناس لتحجز للسفر، وأعتقد أن الأنسب مع بداية موسم ، ولو كنا متعجلين يمكن أن نبدأ فى مارس وابريل، ولكن من الأفضل أن تبدأ فى موسم الشتاء القادم إن شاء الله.وكشف فوزى توفيق قنصل اليابان الفخرى بالأقصر، وعضو مجلس إدارة غرفة المنشآت الفندقية والفنادق العائمة عن أن عودة الطيران المباشر بين أوساكا وطوكيو والقاهرة والأقصر، هو محل مفاوضات مستمرة مع وزيرى السياحة والطيران منذ شهور، لأن هذا الخط المباشر هو مفتاح الحركة السياحية بالكامل. فمادام هذا الخط متوقفا، فسيضطر السائح لاستعمال الخطوط القطرية والإماراتية مما يطيل أمد الرحلة ويتسبب فى إضعاف السياحة اليابانية حتى تكاد تكون متوقفة. ويضيف: نحن كشركات سياحة سواء فى مصر أو فى اليابان كنا نعتمد أساسا على رحلات يومية لطائرات مصر للطيران من أوساكا، طوكيو، وأملنا كبير فى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسى لإعادة تشغيل الخطوط.
وقد زار السفير اليابانى الأقصر فى نوفمبر 2014 مع ضيوف من إيطاليا والسويد وصرح بأنه من الضرورى أن يعيد المسئولون فى مصر النظر فى موضوع تشغيل خطوط رحلات مصر للطيران، وتحدث رئيس الوزراء اليابانى فى نفس الموضوع وقال إنه يرحب بعودة الخط المباشر بين القاهرة وطوكيو وأوساكا.ويشرح فوزى توفيق أهمية السياحة اليابانية فى الأقصر، فيوضح أن الحساسية المفرطة لدى اليابانيين فى مسائل الأمن تجعلهم محل اهتمام من وكلاء السياحة فى العالم كله، وما أن يبدأوا فى القدوم، فسيطمئن هؤلاء الوكلاء وسيبدأون جميعا فى الحضور فورا.وتعليقا على سؤالى عما إذا كانت هناك مشاكل فى طريق عودة السياحة اليابانية، قال إنه لا توجد أى مشكلات. ففور أن تبدأ مصر للطيران فى عمل جداول التشغيل والحجز، ستبدأ الشركات فى الخارج فى البيع. والشركات اليابانية لا تريد البيع على رحلات بها ترانزيت كرحلات «أوساكا – الدوحة – القاهرة» فهذا عائق أمام الشركات وأمام السياح أيضا.والغريب أن السياحة اليابانية تعمل فى الصيف والشتاء بدرجات متقاربة، لأن عندها إجازات فى الصيف . مثلا فى شهر مايو اليابان فيها إجازة 15 يوما اسمها «الأسبوع الذهبى». ورغم أن أسعار الفنادق تنخفض بانتهاء الموسم السياحى فى نهاية إبريل، فقد تم مد ذلك الموسم بأسعاره حتى نهاية ذلك الأسبوع فى شهر مايو نظرا لزيادة الطلب.وأنا فى الحقيقة مندهش من أن أحدا فى الحكومة لا يستطيع تأييد أو نفى الشائعات بعودة الخط فى 29 مارس، فهذه معلومة هامة ولا يوجد وقت لنضيعه.والمؤسف أننى أرى أن خطوط أوساكا وطوكيو ونيويورك قد أعطت مصر للطيران أرباحا طائلة على مدى سنوات طوال، فليس من المعقول أن يوقف الخط اليابانى الآن، والمفروض أن يعمل حتى ولو لم يغط مصاريفه بصفة مؤقتة، علما بأن شركات السياحة اليابانية لن تبيع شائعات لعملائها، فإما الخط سيعاد تشغيله وإما لا.وبالحديث عن توقف السياحة قال: يعود ذلك لأنه كان هناك حظر سفر وتم إلغاؤه، والشركات تستطيع الآن أن تبيع وتشترى ولكن المشكلة أنه لا يوجد خط طيران .وبالحديث عن عدد الركاب المتوقع، قال قنصل اليابان الفخرى بالأقصر إنه قد تقلع أولا 4 أو 5 رحلات دون أن تمتلئ، ثم ستشغل بنسبة 50٪ من المقاعد بعد ذلك، ويبدأ زيادة عدد الرحلات تدريجيا. ونحن كشركات سياحة لا نعلم أين المشكلة ؟ فالسائح يرغب فى القدوم لمصر، ونحن مستعدون لاستقباله والطيران لا يشتغل !!! أنا شخصيا فى عام 2010 كنت أستقبل فى المتوسط 12000 سائح شهريا . والاحصائيات موجودة فى وزارة السياحة. وعن متوسط إنفاق السائح اليابانى، قال إن أى سائح يأتى ينفق أولا 685 دولارا فور أن يضع قدمه فى مصر، عبارة عن 25 دولارا رسم تأشيرة دخول (فيزا) ، و360 دولارا تذكرة طيران داخلية و300 دولار تذاكر آثار الأقصر – أسوان – ابو سمبل . كل ذلك يدخل إلى خزينة الدولة (الداخلية ومصر للطيران ووزارة الآثار) . ثم يأتى دور الفنادق التى تنتعش بدورها، حيث يدخل السائح اليابانى فندق 4 أو 5 نجوم ليدفع تقريبا 40 – 50 دولارا فى الليلة بالافطار فقط، وهو يأتى عادة لمدة 6 ليال على الأقل فى الأقصر أو أسوان أو أبو سمبل بدون الأكل .ثم يأتى دور قطاع الانتقالات الداخلية من أتوبيسات سياحية والحنطور والبازارات وغيرها لكى تنتعش أيضا. أى بمتوسط 200 دولار فى اليوم يكون إجمالى 72 مليون دولار لو أتى نصف عدد السياح بالإضافة لتذاكر الطيران إلى القاهرة.وللأسف فإن الطيران المنتظم المنخفض التكاليف قد يصلح فى طيران لمدة أربع ساعات مثل لندن مثلا، ولكننا هنا نتحدث عن 12- 13 ساعة طيران من طوكيو.ولكن يمكن تشغيل رحلات تشارتر فكنا نشغل مناطق أخرى بجوار طوكيو بالطائرت الكونكورد الـ 150 والتابعة أيضا لمصر للطيران وكانت تعتبر كطائرة إضافية .ويشير الى شركة الطيران القطرية التى أحرجت مصر للطيران، عندما دعت 50 يابانىا من العاملين فى شركات السياحة اليابانية وأحضرتهم من أوساكا، وطوكيو على الدوحة ثم القاهرة، ومن القاهرة على بلادهم مرة أخرى مجانا وتكفلت وزارة السياحة المصرية بعمل فيزا مجانية، والشركات السياحية التى تعمل فى السوق اليابانى قدمت لهم الزيارات والاتوبيسات والمرشدين وغير ذلك ولكن الرحلة سميت «الرحلة السعيدة مع الطيران القطرى» التى تكاد تكون قد استحوذت بالكامل على الرحلات القليلة التى تأتى لمصر عن طريق طيران الترانزيت.