IMLebanon

هل تصبح الحرب موحّدة بين لبنان وسوريا؟!

hezbollah1

رفع “حزب الله” من مستوى جهوزيته على مجمل مسرح عملياته الممتدّ من الناقورة الى شبعا في لبنان، فالقنيطرة في سوريا، ونفض التراب عن صومعات صواريخه الاستراتيجية منذ الغارة الاسرائيلية على القنيطرة، ومن خلال العملية التي يشنها مع الجيش النظامي السوري، لاعادة السيطرة على ريف دمشق وريف القنيطرة وريف درعا، بغية استعادة التماس العسكري مع اسرائيل في تلك المنطقة، تأكيداً لمقولته ان جبهة الحرب اصبحت موحدة بين لبنان وسوريا.

فبعد عملية القنيطرة التي اغتالت فيها اسرائيل قائد الحرس الثوري الايراني في لبنان وسوريا الجنرال محمد علي الله دادي ومعه 6 من قياديي وافراد “حزب الله”، قرر الحزب خلط الاوراق واخذ التماس مباشرة مع اسرائيل، مما دفع الى الاستعجال في القيام بعملية ريف دمشق ودرعا والقنيطرة لاسباب عدة، منها:

1 – عملية القنيطرة التي ضربت فيها اسرائيل للقول لـ”حزب الله” انها لن تسمح بوجوده على محور القنيطرة – الجولان.

2 – رد “حزب الله” من شبعا اللبنانية ليقول لاسرائيل انه يضرب بعرض الحائط قواعد الاشتباك، التي لم يعد يعترف بها وان الجبهة كلها موحدة بنظره.

3 – اغتيال وحرق الضابط الاردني معاذ الكساسبة الذي جيش التعاطف الاردني والدولي ضد وحشية التكفيريين، فاغتنم “حزب الله” الفرصة لضرب “جبهة النصرة” التي تحمل العقيدة عينها، وتتماهى ايديولوجياً مع “داعش”.

4 – الانتخابات الاسرائيلية على الابواب، ولا يستطيع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو اتخاذ اي قرار من شأنه الانزلاق الى الدخول بحرب شاملة، الامر الذي يحرمه من اي فرصة سياسية مستقبلية.

5 – توسع “جبهة النصرة” على الحدود السورية – اللبنانية من جهة حاصبيا والزبداني والمصنع والقلمون وعرسال، مما يشكل خطراً على المناطق اللبنانية على طول هذا الخط ويستنزف “حزب الله” والجيشين اللبناني والسوري.

وقالت اوساط معنية لـ “الراي” ان هذه العملية الاستباقية لم يكن توقيتها الآن، لأن الاولوية كانت لمحيط دمشق وحلب وريفهما، فمعركة الجنوب كانت مؤجلة لزمان آخر او لربما لسنة اخرى، الا ان تلاقي مصلحة سوريا و”حزب الله” وايران في حماية بلادهم ومصالحهم والرد على اسرائيل، دفع بالعملية الى الامام بسرعة وجهز لها بوقت قياسي دفع بالوحدات الخاصة لـ”حزب الله” الدائمة الجهوزية، كرأس حربة، تبعتها القوى النظامية والدعم اللوجيستي والمشاة للتمركز في التلال والمدن التي تستعاد السيطرة عليها، لتكمل هذه القوات طريقها تاركة للجيش النظامي تثبيت النقاط والتموضع.

وتؤكد هذه الاوساط ان عامل الطقس يبطء سرعة الانتشار، وان القوات المهاجمة تأخذ مواقعها على التلال اولاً لتتم السيطرة النارية على المناطق التي تقع في المنحدرات، وان المهمة لن تتوقف حتى يقطع التواصل بين المسلحين، وخصوصاً “جبهة النصرة”، ليس فقط في ريف درعا، بل وصولاً حتى بيت جن المحاذية لحاصبيا اللبنانية، وان اسرائيل لن تستطيع التدخل لمساعدة “جبهة النصرة” لان دخولها في الحرب، كما طلبت منها قوات الجيش الحر، سيشعل المنطقة ليس فقط من الحدود اللبنانية – السورية، بل ان العراق هو جزء لا يتجزأ من المعركة، وانه من غير المستبعد ان تكون ايران زودت المقاومة العراقية بصواريخ “شهاب” التي اصبحت من الجيل القديم او حتى صواريخ “زلزال” لتتسع الجبهة، خصوصاً بعدما اعربت اسرائيل عن نيتها ضرب ايران لتخريب علاقتها مع الولايات المتحدة، مما سيدفع باسرائيل للتفكير ملياً قبل اتخاذ اي خطوة ضد “محور الممانعة والمقاومة”، نتيجة لتعدد الجبهات، والقوى المستعدة لدخول الحرب ومساندة بعضها بعضاً.