أصدرت شركة برايس ووترهاوس كوبرز الكبرى في مجال المحاسبة والتدقيق مؤخرا تقريرا ترى فيه أن الصين ستغدو أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2017 متفوقة بذلك على الولايات المتحدة وفقا لتقييم تعادل القوة الشرائية.
وفي الوقت ذاته، يرى المحللون أن الصين ستظل تلعب دورها كمحرك للتنمية الاقتصادية لحفز انتعاش الاقتصاد العالمي.
ويتوقع تقريربرايس ووترهاوس كوبرز أن تصبح الصين أكبر اقتصاد في عام 2027 من حيث سعر صرف السوق وفقا للإحصاءات التي وردت فيه. وبزاوية أخرى، يتوقع التقرير – الذي جاء بعنوان “العالم في عام 2015: هل سيستمر التغيير في القوة الاقتصادية العالمية” – يتوقع أن تتفوق الصين على الولايات المتحدة لتصبح أكبر اقتصاد بحلول عام 2030 من حيث قيمة الإنتاج مقدرة بالدولار الأمريكي .
وأشار التقرير إلى أن الهند ستصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2050 فيما ستحل اليابان محل البرازيل كرابع أكبر اقتصاد في العالم. ومن المحتمل أن يتراجع ترتيب استراليا إلى الـ18 بحلول عام 2030 للتفوق عليها السعودية، مضيفا أن استراليا ستخفق في الحفاظ على ترتيبها في قائمة الاقتصادات الـ20 الكبرى في عام 2050 فيما ستدرج فيتنام ونيجيريا في قائمة الاقتصادات الـ20 الكبرى.
وعزا التقرير النجاحات التي تحققها الصين والهند إلى أسباب من بينها تعزيز تطوير التكنولوجيا في مجالات الاتصالات والمعلومات والبيولوجيا والنانو، موضحا أن وضع التنمية الحالي سيجلب الكثير من الفرص وكذلك التحديات للمؤسسات في بريطانيا واستراليا وغيرهما من البلدان الغربية.
وأشار التقرير إلى أن “الصين والهند والبرازيل التي نركز على دراستها, لا تمثل مواقع إنتاج منخفض التكلفة فحسب, وإنما أيضا أسواقا استهلاكية صاعدة ، ومن ثم يلزم على تلك المؤسسات الغربية إيلاء اهتمام أكبر بهذه الأسواق الصاعدة لتعضد من تنميتها الذاتية”.
وشدد التقرير على أهمية تعميق المعرفة بالقوانين، والقواعد الخارجية, والجمارك.
وأضاف أن حكومات بلدان العالم أجمع ستواجه تحديات فيما يتعلق باستخدام الطاقة وتغير المناخ، ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى اتساع نطاق التعاون بين الصين وبقية العالم مستقبلا.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تتوقع فيها شركة برايس ووترهاوس كوبرز أن الصين ستصبح أكبر اقتصاد بالعالم في المستقبل، إذ أصدرت تقريرا في عام 2008 تتوقع فيه أن الصين ستصبح أكبر اقتصاد على مستوى العالم في عام 2025. وشدد تقرير 2008 على أن التنمية السريعة للاقتصادات الصاعدة لا تشكل تهديدا بل فرصة أمام الاقتصادات التقليدية، مضيفا أن الصين ستتطور لتصبح ثاني أكبر سوق استهلاكي في العالم بحلول عام 2020, وهو ما سيعود بأقصى فائدة على المؤسسات الخدمية في مجالات أسواق الطاقة والصحة والإعلام .
ولم تمض سنتان على ذلك حتى أصدرت برايس ووترهاوس كوبرز تقريرا في عام 2010 تتوقع فيه أن تصعد الصين إلى مرتبة أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2020 على أقرب تقدير, مشيرة إلى أن ذلك سيحدث “تغييرا هائلا ” في القوة الاقتصادية العالمية.